الفصل الحادي عشر

524 43 0
                                    

الفصل الحادي عشر

طرقات على باب الغرفة الخاصة بهما بالفندق افاقته من سكرة الغرام التي سقط بها، قام على مضض ليفتح الباب للمتطفل فرغم تعليق ملاحظة عدم الازعاج إلا أنه لم يسلم من تطفلهم
-ماذا!
أجاب الواقف أمامه بفظاظة جعلت العامل بالفندق يخجل من تطفله لكن الأمر قد بلغ انه ضروري
-اعتذر سيدي ولكن هناك رسالة هامة للسيدة وأيضا هذه الباقة
ناوله الرسالة وباقة الورود واعتذر مرة أخرى وانصراف على عجل وهو يبتسم رغما عنه فهو يعلم أن الجناح محجوز للعروسين والازعاج لن يكون مستحب
أغلق الباب وهو يتفحص الباقة التي تنم عن ذوق راق، وضعها بالطاولة الموضوع بمنتصف الجناح وراح يقلب بالرسالة ليعلم من سيرسل لزوجته رسالة بشهر عسلهم!
-ماذا هناك آدم
رفع بصره ليجد مالكة قلبه تتجه نحوه بثوبها الحريري القصير، كاد ينس ما يفعله ويتجه إليها إلا انها التقطت الرسالة من يده حين رأت اسمها مكتوب على الظرف من الخارج
-من المرسل؟
-لا أعلم
فتحت الرسالة لتجدها تهنئة من شاهين الهيثم فلم تعلم اهو الكبير ام الصغير حتى وصلت لجملة جعلتها ت قن ان المرسل هو شاهين الأصغر
(وغزالتنا الشاردة قد امسكها صياد أمهر من جميع فرسان العرب هنا لذلك يجب أن نهنئه على قنصه لك ونهديه رحلة لإحدى الجزر الرائعة ليهنئ بصيده لمدة شهر كامل والطائرة ستكون بانتظاركم الليلة بأرض المطار لتقلكم لوجهتكم)
ضحكت من صياغة الرسالة التي كتبها بلا شك شاهين فهي تعلم طريقته المراوغة في صياغة الرسائل لكن ضحكتها بت ت حين رأت ملامح زوجها الغابة
-ما بك آدم؟
-ألم تقرأي كلماته! ام أعجبك تغزله بك زوجتي
غضبت من غيرته التي تجعله يتفوه بكلمات تصل للإهانة فتركته دون رد فهو يجب أن يتحكم بغضبه هذا
تبعها كي يكمل ما أراد أن يقول ليجدها متجهة للحمام لكن اعينه اتسعت حين تخلصت من ثوبها لتتجه للحمام دون ملابس ليتبعها كالمسحور لكنها باغتته بإغلاق الباب بوجهه واحكمت إغلاقه من الداخل
-افتحي الباب ماهي
صاحت به من الداخل
-لا لن أفعل وحين تستطيع التحكم بغضبك سنتكلم حينها
-ألم تقرأي وصفه لك وجراته تلك
-لا يهمني ما كتبه آدم فتلك طريقته اما كلماتك لي ما هو مبررها
-أغار ماهي اغار عليك
فتحت الباب بغيظ منه وهي تصيح بغضب
-تغار ممن فأنت تعلم أنني لا آبه لأي رجل غيرك
اقترب منها وهو يهمس متناسيا غضبه
-اعشقك ماهي ولا أريد أن يقترب منك أحدا غيري ولا يحدثك أحدا غيري
لم تع ما حدث غير انها بالفراش وهو بجوارها يعنفها بلمساته لتجرؤها على الضحك على كلمات رجل غيره، رجل يعلم انه كان غريمه يوما ما فلم يستطع أن يحكم غيرته تلك
راحت تجوب شوارع لندن تشاهد ما وصلت إليه صيحات الموضة بهذا البلد كي تكمل دراسة الجدوى الخاصة بمشروعها الذي تتمنى ان تطلقه بالقريب العاجل
-ألم تكتفي علا لقد تعبت حقا
ابتسمت علا فشقيقها قد أرهق بالفعل من حولتهم التي استمرت من الصباح للآن دون توقف
-أعتذر عزيزي لقد انتهيت بالفعل والآن ماذا تريد أن تفعل؟
-نجلس لتناول الطعام ارجوك
ابتسمت وتوجهت بصحبته لاحد المقاهي القريبة ليتناولا وجبة الإفطار التي نستها بالفعل، فهي اخيرا علمت ما ستقوم به الفترة القادمة ستعمل على تأسيس مشروعها وستترك امر الشراكة مع مجموعة المنصوري لوالدها فهي لن تستطيع أن تكمل العمل مع رجلا يعاملها بهذه الطريقة وما يحزنها حقا هو ما وجدته بقلبها اتجاهه وهو المستحيل ذاته، كم حزنت على نفسها فأول من تسلل لقلبها رجل قاس كان زوجا لابنة عمها ويكرهها لشبهها بها

*************
قبل عودته توجه لحيث يقيم والد زوجته لكي يلتقي به حفاظا على العادات التي تربى عليها، قد لا تكون هالة زوجته كالمتعارف عليه لكنها تبقى زوجته أمام الجميع، تلك المشاكس الصغيرة التي تغير حالها تماما منذ تعرفها بفتياته، تحولت من امرأة تعيش لنفسها لوالدة لفتاتان لم تلدهما، كم نجحت باختبارها الذي وضعه لها لكن تبقى اختبار اخر سيرسم شكل حياتهما معا بالمستقبل لكنه تركه الآن
استقبال ودود جدا حبا به من حماه وشقيقه وايضا أبناء المحمدي، خاصة عادل الذي نال إعجابه بشخصيته الجادة رغم صغر سنه، ذكره بنفسه كثيرا حين كان بنفس عمره
-اذا سيد أكمل ستغادر اليوم؟
-بأمر الله سيد عادل ومبارك زواج ابنتك وكم سعدت بدعوتك تلك
أنت فرد من العائلة الآن اكمل أبلغ هالة تحياتي
رغم رفضه لعدم حضورها لكنه ضخ لطلبها مصدقا حجتها ان الفتيات يحتاجان لها لمتابعة اختباراتهم لكنه تحجج بتعبها كي لا يظن البعض انه جعلها خادمة لبناته وهو ما سيرفضه بالطبع
لم يكد يغادر حتى رأي إحدى فتيات الفايد التي ألقاها بالأمس آتية ناحيته بصحبة شاهين الهيثم، رسم البرود بملامح حين رأي نظرات شاهين المتعجبة من تواجده هنا
-سيد اكمل كيف حالك؟
مد يده ليصافحها وهو يحاول ان يتذكر اسمها اهي علا ام علياء حتى تذكر أن شبيهة زوجته هي علا
-اهلا بحسناء الفايد، كيف حالك علياء
خجلت من كلمته كعادتها حين يمدح احدهم جمالها فرغم جديتها الا انها تظل فتاه تحمل من البراءة ما يجعلها تخجل لأبسط كلمات الغزل او المجاملات
أما هو فقد شعر بنيران الغيرة حين رأي خجلها هذا الذي يكره ان يراه غيره فيبدو ان تمردها من نصيبه اما خجلها فمن نصيب الجميع
-عليائي
ابتسمت حين سمعت نداء ابن خالها الذي كان يطالعها بغضب مصطنع فاتجهت نحوه تاركة الرجلين ينظران لبعضهما وما لبثا وبدأ بينهما حوار غامض لم يفهمه غيرهما
-كيف حالك سيد شاهين، يبدو أنك مازلت تبحث بالفايد عن ضالتك؟
-صدقني سيد اكمل لم ابحث من قبل ولكنني وجدته بطريقي لكن اطمئن فهو لم يكن ملكي
اردف بعد أن اقترب منه بمسافة كي لا يسمعه غيره
-ما كان ملكي يوما كان يبحث عن أمر اتمنى ان يجده لديك سيد اكمل فهو تائه
ربت على ذراعه وتركه وانصرف بعد أن صافحه واتجه لعندليبه الذي انخرط بحوار مرح مع ذلك العادل الذي لا ينفك يسرقها منه دائما

***********
ارهقها بغيرته التي ظهرت بطريقة عنيفة أدمت جسدها فسقطت بالنوم سريعا عند انتهاء نوبة غضبه تلك، لم يكن حبا بل عقاب جعل من جسدها مادة لإفراغ ما عاناه من غيرته، ظل يطالعها بنظرات نادمة فهو لم يمهلها الوقت لترتاح بين جولات حبه التي توالت على جسدها دون رحمة، يعشقها ولا يتحمل ان يشعر بانشغالها بغيره حتى ولو بالكلمة، يعلم انها ملكه وهو ما حاول أن يؤكده بعنفه هذا وانتهى بهما الأمر بأنفاس متلاحقة تبعتها بوضع كتفيها على جانبي وجهه وهي تهمس له قبل أن تغط بنوم عميق
-لن أكون لغيرك دكتوري ولن يشغل فكري غير طيفك
لام نفسه على ما فعله لكنه كجبل الثلج الذي ذاب فصار نهرا يجرف بقوته ما يواجهه حتى الصخور ينحتها من قوة عشقه لها، لطالما كان البارد الذي يرى محبوبه أمامه لكن منذ صارت ملكه وهو لا يستطيع أن يخفى غيرته تلك

**********
ذرعت الأرض ذهابا وإيابا وهي لا تعلم ما الذي تفعله غير ذلك، انتظرت ليلة الزفاف لتخرب ليلتهما لكن تلك العربية الغبية لم تهتم بما قالته، خططت ان تكون حاضرة بحياتهم حتى تخربها عليهم فهي لن تتركه لها مهما فعلت
رأي غضبها الذي استبد بها منذ تلك الليلة، وما احزنه ان غضبها بسبب رجلا اخر تعشقه رغم ارتباطها به، لا ينعم بقربها غير بالفراش الذي يجيد التعامل معها جيدا به فهي لطالما امطرته بكلمات الثناء وهي معه حيث هو الوحيد الذي يعرف جيدا كيف يرضيها لكنه يريد اكثر من ذلك يريد أن يرضى قلبها أيضا وليس جسدها فقط
-سالي اهدأي قليلا
-كيف أهدأ مارك وهي قد تزوجت والد طفلي؟
-وهل هو حقا والد طفلك سالي؟
-بالطبع
حزن حين سمع تأكيده الأمر فهو يشك أن الطفل أبنه فعلاقتهم بدأت تقريبا منذ انفصالها عن آدم فتقارب الوقت جعله يظن أن الطفل أبنه لكنها أكدت أن الطفل لآدم
رغم صداقتهما التي امتدت لسنوات إلا انه ظل كصديق لها رغم حبه الشديد، رآها تتنقل من رجل لآخر حتى تجرأ وتقرب منها بذلك اليوم الذي انفصلت به عن آدم واستغل احد الايام واخضعها لني ان عشقه التي الهبت مشاعرها واستجاب له، بثها العشق بالطريقة التي علم انها ستستهويها، وكم عجبها الأمر فهو عاشق ماهر وقبل بهذا الدور علها تقبل به كحبيب أيضا وليس شريك فراش فقط، تحرك من مكانه نحوها وحاصرها بذراعيه حتى هدأت بين يديه وتغير مزاجها الناري لآخر شبق ينتظر منه أن يبثها العشق كالمعتاد وهو ما رحب به ليصرفها عن التفكير بغيره، وق انتهى بهم المطاف بالفراش ليحولوه لساحة عراك بين شهوة استبدت بها وعشق اطاح بعقله

***************
تجهزت كما يجب لتذهب للقاء حبيبها الذي سيعود اليوم من الخارج، ارتدت أبهى ملابسها التي تدير رؤوس الرجال وهي مصممة على تنفيذ خطتها التي رسمتها منذ مدة طويلة، تعلم انه رجلا له متطلبات يجب أن يلبيها وكون زوجته لا تقم بدورها فستلعب هي على وتره هذا كي تغويه للزواج بها كي تلبي رغباته تلك، خطة خبيثة لا تقبل من تحترم نفسها ان تقوم بها لكنها الغاية التي حددتها من فرضت عليها تلك الوسيلة وان كان اغواء أكمل الرشيدي سيكون الوسيلة للوصول اليه فهي لن تتأخر

**************
ظلت تفكر بخطتها التي قررت أن تنفذها بصحبة ابن شقيقها والذي ستكون ابنتها ضحيتها، حاولت أن تبرر لنفسها مختلقة اسباب هاوية أمام ما نوت ان تفعله فما ستفعله بابنتها لن تغفره لها ابدا لكنها لم تجد بدا من ذلك كي تنجيها من ابن المحمدي معللة ذلك بأنه لا يستحق وحيدتها البريئة تلك عازمة على تنفيذ خطتها فور عودة ابنتها تاركة لشياطينها الفرصة للتغلب عليها بالنهاية
***********
يتبع ......

رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن