الفصل التاسع والعشرون

535 38 0
                                    

التاسع والعشرون

هي لا تعلم ما يجب عليها فعله، هل تقبل بما قاله ام تتجاهله وتخسر فرصتها بتأسيس أسرة، اتخذت قرارها وطلبت خبيرة التجميل الخاصة بها، تزينت كعروس جديدة بالفعل وارتدت أجمل ثيابها وانتظرت عودته، لم يفوتها نظرات ليليان السعيدة كأنها فهمت ما يحدث وتأكدت من ذلك حين باركت لها حياتها الجديدة مع والدها، ظل عقلها يعمل وكادت تنسحب بآخر لحظة لكنها وجدته أمامها، تفحصها بعيناه بداية من ثوب السهرة العاجي الذي جعلها كالعروس فعلا، وشعرها الذي صفف بعناية ووجها الذي أضاء بفعل رتوش من المكياج الهادئ، ورائحتها التي اسكرته

اقترب حتى صار ملاصقا لها ونظراته لم تحيد عنها، حاولت أن تلهيه بأمر العشاء لكن فاجئهم طرقات على الباب تبعها دخول الخادمة تجر طاولة تراصت عليها عدة اطباق

-لقد أمرت السيدة ليليان بإحضار العشاء لكما هنا

ابتسمت بخجل حين صرف الخادمة وهو يشكر ذوق فتاته الفطنة

-اذا هلا اكملنا ما تركناه بالصباح

لم تفهم ما يقوله حتى انحني يهمس أمام شفتيها

-لقد ظللت أفكر بشفتيك طيلة اليوم

غيبها معه بقبلة اطارت بعقلها ولم تعد تفكر بأمر آخر غيره، استجاب قلبها للمساته فعلمت أن ما ستذوقه على يديه لم تشعر به من قبل، لم يتوقف قلبها عن قرع طبوله حتى فلتت الكلمات من بين شفتيها دون وعي

-أكمل، أنا لم أشعر بمثل هذا من قبل

همس هو الاخر أمام وجهها

-اعلم جميلتي ولن تتذوقيه غير مني

كانت محقة وهو يعلم هذا، فهو رغم زواجه لسنوات لم يشعر هكذا بصحبة زوجته، كان عشقه لها قد اكسب علاقتهم رونق خاص لن يشعرا به مع أحدا اخر، وقد فعل هو وهي معا

غابا ببحور عشق لم يسبق انا تاها بها من قبل، عاشت معه لحظات شعرت معها أنها تطفو فوق السحاب بفعل عشقهما، همس لها بكلمات حب كانت أجملها أن قال أنها أم بناته، شعر بسعادتها وتأثير كلمته عليها حين ضمته بشده حين قالها فلم يبخل عليها بها حتى اكتفت

ابتعد عنها يقبلها بين عينيها بحنو بالغ دمعت له عيناها وهي تشكره

-شكرا لك أكمل، شكرا لتقبلك لي

-بل شكرا لك أم فتياتي وأتمن أن تكوني أم أولادي ايضا

خجلت من كلمته وغاصت بأحضان تداري خجلها منه فهي الان كالفتاة التي تذوقت الحب لأول مرة وهذه حقيقة الأمر

مباركات من جميع الأقارب والاصدقاء طيلة الايام الماضية، انشغلت بهم عنه كما اشغله جده عنها، باعد بينهما كي لا تزداد الفجوة التي اتسعت اكثر منذ زفافهم وزادها تغزل هاشم بابنة خاله راقية، تلك الفتاة التي كانت مفتونة به منذ سنوات ولم يرها ابدا كون عائشته هي من تشغل باله، لم يفوت المحمدي ولا ماهي كلمات هاشم التي شجعت الفتاه للحضور بيومين متتاليين لتراه وهو عريس جديد مما آثار حنق حتى والدته التي لم يعجبها الأمر فيبدو ان ابنها قد فقد عقله فهي سبق وعرضت عليه أن يتزوج راقية وأخبرها بأنه يعشق ابنة عمه ولا يرى غيرها وحين حصل عليها يريد الآن أن يحصل على أخرى، حين وبخته لم تتوقع رده

رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن