الفصل السادس

641 40 0
                                    

الفصل السادس

غادرت غزاله تاركة خلفها قلبه فرغ لحين عودتها، شغل نفسه بالعمل لحين عودتها مرة أخرى فهو لن ينعم براحة بعدها ولن يأنس لبشر غيرها، حالة استبدت به وعلمها الجميع عنه حين تغيب مالكة قلبه فمنهم حاسد ومنهم المتني لهما الخير ولكن الأكثرية لا يعلمون كيف له ان ينفصل عن العالم لمجرد ابتعادها وهي كانت منهم
-كيف تهيم عشقا بامرأة واحدة طيلة حياتك آدم؟
أبتسم على سؤال زميلته وجابها وعيناه تفيض عشقا
-ببساطة هي هوائي الذي أتنفسه لم أر غيرها منذ عرفت ما هو الحب
-لكنك كنت على علاقة بغيرها
-لأنني ظننت أني قد خسرتها وكم كنت مخطئا ومازالت غير مسامح نفسي على ذلك
يعلم أن علاقته بها كانت خاطئة وقد حاول أن يشرح لها الأمر وكم ارتاح حين أخبرته انها علمت ذلك من البداية فمن ينطق اسم محبوبه وهو بأحضان أخرى لن يكون غير عاشق
-أعلم أنك متيما بها آدم فقد كانت دائمة الحضور بأحلامك
خجل من إشارتها لتلك الأيام التي ما زالت تتسبب بتوتر بينه بين غزاله، فهي لازالت تغار من إلينا كثيرا وتخبره أن يبتعد عنها أما سالي فقد كادت تقطع العلاقات بين العائلتين حين لقبتها بالفاسقة بحفل أحد الأمراء الانجليز على مرأى ومسمع من الجميع وحين انتهت منها عادت له وعنفته على تسرعه وغباءها وخاصمته لأكثر من يومين مرض هو بهم ولم تعود عافيته غير حين شعر بها بجواره تلوم نفسها على رعونتها

**************
جلسن حول والدهن يقدمن له تقاريرهن عن عملهن الخاص بالشراكة مع كل من الهيثم والمنصوري
-إذا لقد ربطت اسهمك بالبورصة بالمجموعة!
ابتسمت علياء وأجابت والدها بفخر
-نعم، لذلك أصبحت عدد أسهمي هي الأكثر بين الأعضاء بعد شاهين وأنت أبي
تعجب والدها مما تقوله ابنته الصغيرة، لطالما علم أنها تعشق التجارة والبورصة ولها بضع أسهم بالفعل لكن ليس لهذه الدرجة لتتغلب على الأعضاء الآخرين
-متى اشتريت كل هذه الاسهم؟
ابتسمت عالية واخبرت والدها ببداية الأمر حين انهت دراستها الثانوية وقامت بشراء بضعة أسهم بإحدى الشركات التي ما لبثت وعلت قيمتها وقامت ببيعها وأشترت حزمة أخرى حتى تمكنت من شراء مجموعة أسهم بالمجموعة وضاعفت عددها ببضع سنوات
-وهل علم شاهين بذلك؟
ضحكت حين ذكرها والدها برد فعل شاهين الهيثم حين علم ان هناك من يمتلك عددا كبير من الأسهم وهو غير معروف له وجاء يخبرها بوجوب العثور على هذا الشخص لأنه يتداول بالبورصة وقد يبيعها لأحد المنافسين وحين أخبرته انها هي من تتداول بالبورصة صمت ولم تتحدث وأخذ الذهول منه، كيف لها أن تشتري هذا الكم من الاسهم وحدها خاصة وقد أخبرته أن والدها ليس لديه علم بالأمر
أما توأمتها فقد سرحت بعيدا حين ذهبت لهذا الاجتماع الذي كان كارثي بمعنى الكلمة فعلاوة على تجهم شريكها وطريقته الباردة فوجئت بوجود صالح الحسيني ذلك الشاب السمج الذي تقدم لها من قبل وتم رفضه، ليظل على موقفه منها رغم زواجه من صديقتها، مقابلته لها وحديثه وما زاد الأمر سوءا تعليقه الذي سمعه رائد ورسم تعبيرا ساخرا لم تخطئه هي حين رأت نظراته لها
-ما بك علا؟
تنبهت لنفسها حين لاحظت علياء شروده بعيدا فرسمت ابتسامة باهتة على شفتيها
-لا شيء افكر فقط بالعمل
تعالت ضحكات علياء وسط سخط شقيقتها التي علمت سبب نوبة الضحك هذه
-حقا علا!
-حقا علياء!
شعرت علياء بتغير حقيقي بشقيقتها فعيونها بها حيرة لم تعهدها بها من قبل، فأيقنت ان هناك آمرا ما وراء ذلك
-إذا كيف أحوال العمل مع رائد؟
تغضن وجهها لذكره، بارد، قاس، متجاهل أيضا لها كيف تصف ذلك لوالدها وهو رجل لا يجيد إلا لغة المال فتحدثت فيما يخص عملهم ونحت جانبا شعورها هذا لكن شقيقتها قرأته قبل أن يختفي بداخلها كعادتها
حوار دار بين أعين الشقيقتين بصمت، فهمت كلا منهن ما بالأخرى ويبقى التفسير بالكلام هو المكمل لما بثته إحداهن لأخرى من قلق

رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن