الفصل الرابع عشر
جلس يترأس الاجتماع الذي دعي الجميع لحضوره كي يضع بين ايديهم خطة المجموعة للتوسع بإنتاج الاقمشة والي يعد مجالا جديدا على أعمال المجموعة
رحب البعض واعترض الآخر فما حاجتهم لمجال جديد يخوضونه دون خبرة لديهم بهذا العمل
-الأمر يعد مخاطرة سيد رائد ونحن بغني عنه
-بالضبط فلما نخاطر اذا واعمالنا على أحسن ما يكون؟
توقع هذا الجدل بين الأعضاء ولكن ما تعجب له بالفعل هو ردها هي فقد سبقته بالتوضيح دون علمها ما يدور بخلده
-اعتقد ان الامر يستحق فكيف نكون بهذا التقدم في مجالات عدة ونستورد ما نريده من اقمشة وملابس من الخارج، بخوضنا بهذا المجال سنفتح مجالات عدة لتصنيع المستلزمات اللازمة لتصميم وإنتاج الملابس والمفروشات
وافقها الآخرون الرأي حتى هو فلقد رآها كشخصية منفردة الآن لثان مرة على التواصل فهو لم ينس حديثها مع صالح ذلك اليوم حين عاد ليخبر صالح بحاجته لمقابلة والده ليناقشه بنيته التوسع بمجال تصنيع الاقمشة هذا كونه الشريك الأكبر بتوريد الماكينات اللازمة لمصانع المجموعة فسمع حديثهم الذي كاد يجعله ينصرف حتى سمع كلماتها التي تناقض تماما ما فهمه من صالح الذي اوهمه انها اختارت عملها عليه لكن يبدو أنها لم تكن طرفا بهذا الأمر وكم احترم اعتزازها بنفسها واحترامها لذاتها وغيرها ب فضها ما يعرضه عليها، يبدو أن الشبه بينها وبين ابنة عمها يقتصر على الشبه فقط، والآن هي تقرأ أفكاره وتفهم ما يريده! نفض هذا التفكير ربما تكون كذلك ولكن يكفي انها ابنة عم من دمرت حياته وافقدته ثقته بالنساء جميعا
-كما قالت السيدة علا فالأمر سيكون سبقا لمجموعتنا وسيضعنا بالصدارة بهذا المجال
التقط نظراتها المصدومة التي رسمت بملامحها وشفتها التي فرغت من شدة تعجبها مما جعله يبتسم على منظرها المسل له مما جعلها تشهق بتفاجؤ جعل من حولهم يتفاجأ من ردة فعلها غير المفهوم الا هو الذي ضحك منها لكنها خفض رأسه كي لا يثير الشك حولهما
تساءل والدها الذي حضر الاجتماع بناء على طلب رائد كي يناقش الأمر مع شركائه ويضع الأمر بين ايديهم
-هل كل شيء على ما يرام علا؟
تداركت أمرها واجابت والدها بحجة قفزت لعقلها لتنقذها من الاحراج الذي وضعت نفسها به
-نعم اب...
بترت كلمتها لتعيد صياغتها كما يجب
-نعم سيد محمود فقط لقد تذكرت مشروعي وكم سيخدم هذا الاقتراح الأمر
جذبت كلماتها انتباه مشروعها هل تخطط لتبدأ العمل بمشروع اخر دون أن تعلمه مما اغضبه فهو يحبذ ان يكون على دراية بكل شيء
-مشروعك! ومتى كنت ستخبريننا به سيدة علا
أسرع والدها بتوضيح الأمر لرائد الذي استبد به غضبه كما راي
-لا رائد فمشروع علا لا يخص العمل هنا ولا حتى العمل معي فهي تخطط لتستقل بعملها عن الجميع
-وهل ستستطيع العمل بجبهتين معا؟
لم يعجبها استهتار بها لكنها أرادت أن ترد له الأمر كي يعلم انه سيتخلص منها بالقريب العاجل كي يرتاح قليلا من حربه هذه
-لا تقلق سيد رائد فور اتمامي لمشروعي سأتفرغ له تاركة أمر تولي العمل على العقد الخاص بكم لفرد آخر من العائلة وربما والدي
ظل يتابع الأمر منذ البداية دون تدخل بداية من تعجب أبنه وصولا لضحكته التي لم يعلم غيره سببها وتغضن وجه أبنه حين أخبرته عن تركها للعمل وتوتر الأمور بينه وبين صغيرة الفايد التي علم انها لها تأثيرها على أبنه وهو ما أراد أن يراه بنفسه ليحسم أمره الذي قرره منذ فتره
لم يعر الأمر اهتمامها رغم تضايقه فهو يظن انه السبب بما قررته علا كونه عاملها بطريقة فجة دون ذنب منها، لعن هالة ولعن نفسه كونه لم يقل عنها رعونة واناني حين أثر بحياة فتاة صبية تواجه الحياة لأول مرة فاصطدمت به ليكون بحياتها عقدة كما سبق وفعلت هالة مع اختلاف المواقف فقط فهي هربت من العمل معه كما يهرب هو من النساء الان*************
دعوة أخرى وصلت لقصر الرشيدي لكنها دعوة قلبت أحوالها منذ وصولها، تخشي ان يقبل زوجها بهذه الدعوى وتكون مضطرة لحضور حفل الهيثم حيث سيكون هو بوكره، لا تنكر انها تخلصت من تأثيره منذ زمن لكنها لا تريد اي مواجهة معه بعد الآن خاصة وي لا تفكر غير بفتياتها فقط
-ماما
ابتسمت حين سمعت نداء الصغيرة الذي طرب له قلبها ونست ما كانت تفكر به
-نعم يا قلب ماما
فتحت ذراعيها لتستقر الصغيرة بينهما وتقبل وجنتيها قبل أن تطلب منها ما جاءت من أجله
-اريد أن اتعلم السباحة
-حسنا جميلتي كما تشائين غدا سأشترك لك بفريق السباحة
هتفت الصغيرة بسعادة وهي تصفق بيديها
-حقا؟
صفقت هي الأخرى مقلدة الصغيرة
-حقا، فأميرة الرشيدي تطلب ونحن ننفذ
حضنتها الصغيرة وهي تصيح بحبور
-انت اجمل ماما بالكون
اسرعت ناحية شقيقتها التي رأت ما حدث وهي تبتسم
-لقد وافقت ماما سأذهب لأخبر ابي
غادرت الصغيرة وهي سعيدة بما حبت به من حب من ام لم تقصر بواجبها اتجاههن
جلست ليليان بجوار هالة وهي تبتسم على شقيقتها الصغيرة
-ولكن هالة الأمر سيكون مرهق حقا اذا ما تكفلت بمتابعة تمارينها أيضا، يكفيك متابعة دروسها والاعتناء بنا انت لا تتركين الأمور لاحد غيرك
-وهذا ما يسعدني حقا ليليان فأنا اخيرا وجدت ما اريده
ابتسمت ليليان وحضنتها لتتفاجئي هالة وتبادلها العناق وهي تلمس على شعرها بحنو ام
-انت حقا رائعة ماما
اضطرب قلب هالة حين سمعت ما نادتها به ليليان لتشد من عناقها وقد دمعت عيناها فأخيرا كسبت ثقة الفتاة الثلجية التي ستسعي لتجعلها تعيش سنها
-وانتن أروع هدية قد احصل عليها يوما
عاد ادراجه بعد أن سمع ما أراح قلبه فقد نجحت مهمته الأولى بإحضار اما يستحقها بناته وتبق ان يحصل هو على زوجة يستحقها********
طلبت عالية من فتيات العائلة ان يساعداها في تنظيم حفل الهيثم خلال أيام
اتصلت بهن جميعا اتصالا مشتركا ليبدئا بالخطوات الأولى
-اذا سيدة عالية ما الذي حدث لينقلب الأمر ويقيم الهيثم حفل بقصره
ضحكن من تساءل علا والذي لخص تعجبهن جميعا
-وأيضا لما طلب منا نحن أن ننظم الحفل
-لا أعلم حقا علياء ولكنه طلب مني ذلك
-جدي لا يهوي الغرباء يا فتيات
-بلقيس محقة فهو قد أخبرني بذلك
-حسنا متى نحضر اذا للتخطيط للحفل المرتب؟
-أنت وتوأمتك وعائشة فلتحضرن غدا
-لن استطيع الحضور فسوف أسافر اليوم مع والدتي
-حقا عائشة إذا لن تحضري الحفل؟
-لا للأسف سأعود باليوم التالي للحفل
-حسنا سنقوم بالأمر أنا وعلا وعلياء بلقيس
-حسنا استمتعن يا فتيات وحين أعود سننظم حفل للفتيات فقط لتعوضني عن حفل القرن
ضحكن من كلمات عائشة ووعدناها بحفل اخر لهن حين تعود ماهي من شهر عسلها كي يدعونها هي أيضا***********
اتصلت بابن شقيقها تعلمه بحضورها بالمساء كي يجهز الأمور كما اتفقا كي تنهي مسألة الخطبة تلك
-حسنا عمتي اعتبري الأمر منتهي
اغلقت الهاتف وهي تنتفض مما تفكر به هل ما تفعله صواب فابنتها لن تثق بها بعد الآن لكنها لقنعت نفسها بأن أحمد سيعوض ابنتها عما سيفعله وسيكون زوجا أفضل من هاشم المحمديغادرت غرفتها صوب غرفة ابنتها فقابلت هاشم بالطريق فلم تعره انتباه إلا أنه استوقفها
-عمتي فاطمة
-ماذا تريد هاشم
-عمتي أرجوك أنا أعلم أن قلبك طيب وأنك ستنسي ما حدث بالماضي خاصة و أن لا ذنب لي به
-قد لا يكون لك ذنبا به هاشم ولكنني اكتفيت من المحمدي ولن تكون ابنتي بينكم بعد الآن
-كيف وهي زوجتي
ابتسمت ساخرة من كلمته واغلقت كلماتها قبل أن تنصرف
-صدقني لن يحدث
غادرت وقد عزمت أمرها وتأكدت ان ما ستفعله هو الصواب وان ابنتها ستسامحها بالأخير حين ترى معاملة احمد لها
********
يتبع.......
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)
Literatura Feminina: بين مخالب الصقور ٢ براثن الشاهين كر وفر، عشق ونفور، مشاعر تعطي دون حدود واخرى قانطة بنعمة العشق أفلت الغزال من وكر الصقور، ولكن الهيثم على وشك اقتناص عصفور آخر يغرد في علياءه فهل ستفلت هي الأخرى ام ستقع ببراثن الشاهين هدوء عم حياتهم لأشهر جاعلا من...