الفصل السابع والعشرون

486 41 0
                                    

الفصل السابع والعشرون

حاول أن يخلد للنوم لكنه لم يستطع فقد اشتعلت نيرانه وكاد يفقد سيطرته حين رآها ترتدي ملابسه، مسح وجهه بكفيه وهو لا يعلم ما الذى سيفعله فالأمر مرهق حقا خاصة ببراءتها تلك التي لم تختفي كما اعتقد بل زادت فهي لا ذنب لها بما حدث وقد انتقم لها كما أراد لكن المعضلة معه هو فهو لا يستطيع أن يقترب منها فهناك حاجز لا يستطيع تجاوزه، فهل سيقدر على التغلب على شيطانه وينسي ما حدث ويكمل حياته معها ام سيتركها كما طلب منه جده؟
وصلت سيارة الإسعاف للمشفى سريعا وسادت حالة من الهرج للحظات حتى وصل المصاب لغرفة العمليات، شاب بنهاية العشرينيات ضربته سيارة مسرعة فالقت به على جانب الطريق غارقا بدمه وفرت مسرعة، نبضه شبه منعدم وقد نزف كمية دماء كبيرة، لا يحمل معه غير جواز سفر يحمل جنسية عربية
وصلت الشرطة للسؤال عن المصاب الذي حضر منذ قليل فاخبرهم الممرض بما وجدوه بأحد جيوبه

-اتصل بسفارته فورا واعلمهم بالأمر فيبدو انه وحيد هنا
-حسنا سيدي
اعطي الضابط اوامره لاحد مساعديه وانتظر ليعلم حالة المصاب ليكمل المحضر الذي بدأ بتسجيله بالفعل

أشرق صباح يوما جديد يواجه به الجميع عقبات كعادة الحياة الغير منصفة، استيقظت لتجد نفسها متسلقاه على فراشها وما زالت مرتدية ملابسه، اتجهت صوب الحمام بعد أن أخرجت ثوب مكون من ثلاث قطع شورت قصير وبلوزة بحمالات رفيعة وروب قصير، ملأت حوض الاستحمام بالماء الدافئ وسائل الاستحمام وجلست به باسترخاء كي تزيل تشنج جسدها الذي صاحبها لأيام فاتت، راجعت بعقلها كل ما مر بها حتى استوقفها أمرا واحدا، حين فاقت من اغماءها على سرير أحمد لم لم تجد أثارا لما حدث بينهما؟
لم تشعر بأية تغير فقط أعصابها التي اتلفها موقفها وكونها عارية بفراشه؟
سخرت من نفسها فهي لم تكن بعقلها لتتذكر ما حدث حقا أو ما حدث لها اغمضت عيناها وراحت تفكر بزيارتها للطبيبة التي طلب جدها منها أن تفحصها وتتأكد اذا ما كان هناك حمل ما نتج عن تلك الواقعة، تنهدت حين مر الأمر ولم يحدث ذلك لكن فحص الطبيبة آثار ريبتها قليلا حينها فهي لم تقم بتحليل حمل فقط فحص خارجي لها وبعدها خرجت لجدها الذي عاد مقبلا رأسها و اعدا اياها بمعاقبة الجميع لكن ابتسامته حينها لم تجد لها سببا؟
رفعت ساقيها على حافة الحوض واستمرت بجلستها المسترخية حتى شعرت انها قد ذهبت للنوم

حين آفاق من نومه قرر ان يزيل عنه آثار النوم ليقدر على مواصلة اليوم الذي لا يعلم ما سيفعله به، حين دلف للحمام وجدها هناك، مستلقية باسترخاء والمياه لا تكاد تخفي شيئا من جسدها، ازدرد ريقه بصعوبة و حاول أن يتمالك اعصابه فغادر مسرعا وهو يغلق الباب بقوة كعادته منفسا عن غضبه، لم كان يجب أن تكون بهذه الإثارة، لم يراها جميلة لهذه الدرجة، ألم يعد نفسه ان يكف عن عشقه لها؟

قرار جديد اتخذه الرشيدي بإقامتها معه بجناحه، فوجئت بمدبرة المنزل تعلمها بأنهم سينقلون أغراضها لجناح السيد أكمل كما أمر فلم تناقشه وذهبت مباشرة له بجناحه قبل رحيله لتسأله عن سبب هذا القرار

خرج من الحمام وراح ينشف شعره بمنشفته وهو يفكر بردة فعل زوجته المصون، لم يعد يتحمل بعدها عنه أكثر يكفيه الأشهر التي مضت وهو يتابعها بها ليتأكد من صحة قراره، اثبتت أنها أما صالحة لبناته وزوجة مثالية لذلك لم يعد هناك حاجة لإبعادها عنه فلها حقوقها أيضا
سمع طرقات على الباب تبعها صوتها الرقيق، رمي المنشفة من يده ووقف أمام المرأة يمشط شعره وسمح لها بالدخول، ظل يتابع ردة فعلها المدهوشة  من وضعه و خجلها من وقوفه أمامها شبه عار، ظلت واقفة خلفه مخفضة راسها فالتفت لها واقترب حتى صار امامها
-ما الذي تريدينه هالة
-ا... لقد أمرت بنقل اغراضي هنا
-نعم
رفعت بصرها اليه متناسية خجلها منه
-لم؟
-لقد سبق وأخبرك انك صرت زوجتي وحان الوقت لتعيشي معي وفقا لذلك
لم ترد عليه واكتفيت بهز رأسها موافقة وهي تعض شفتيها فأثارته حركتها وانحني يقبلها برقة قبلات متقطعة وهو يهمس لها
-لا تقضمي شفتيك اتركي لي هذه المهمة
قبلها بشغف بعدها حتى نست نفسها بين يديه وغابت معه بدوامة من العشق الذي اذابهما فكادا يغرقا بها لولا طرقات الصغيرة على الباب
ابتعد عنها لتلتقط أنفاسها وتعدل ملابسها التي عبث بها زوجها، ابتسم وهو يراها مضطربة كمن امسك بجرم مشهود
-موعدنا بالمساء جميلتي لنكمل ما بدأته
-ما بدأته!
-نعم، فأنت من أشعل هذه النيران بقضمك لشفتيك
غمز لها بنهاية كلامه واتجه صوب غرفة الملابس تاركا إياها فارغة فاها من الدهشة
***************
يتبع........

رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن