الفصل الخامس
وبدأت معركة الكر والفر، البعض متربص بالآخر والبعض منتظر الفرصة للانقضاض، صقور هويتها القنص لكنهم ابدا لم يتسرعوا للإمساك بفريستهم بل يتركون لها المجال حتى تأمن جنبهم حينها يكون الصيد أسهل وألذ!
عاد الغزال لوطنه، فحيث يكمن قلبها يكون منزلها وهو قد ملك كل ما بها حتى اسمها فصار كأنها كله مرتبطا به هو آدم الجابر طبيبها الخاص وحبيبها الأوحد.
-هل عاد آدم؟
أبتسم خالها علي سؤالها الذي تكرر للمرة الثالثة بأقل من عشر دقائق؛ فقد تأخر آدم عن موعدهم لأكثر من خمسة عشر دقيقة مما جعلها تذرع الغرفة ذهابا وإيابا كمن ضاع منه شيئا وينتظر خبر رجوعه
-لا، ولم يتصل لم لا تهاتفينه بنفسك؟
جلست بجواره على الاريكة وهي تمتاز غيظا، منذ عودتهم وهو يتعمد تجاهلها؛ غيرته لا حدود لها رغم بروده الخارجي!
منذ خطبتهم التي عقبت خروجها من المشفى وهو أصبح آدم آخر؛ كمن كان مغلف بطبقة من الجليد وسرعان ما ذابت مع لهيب عشقه، لن تنس يوم خطبتهم حين انار السماء باسمها واهداها نجمة سماها المها واخبرها حين ذاك مادامت هذه النجمة موجوده سيظل حبها بقلبه ابدي لحين يفنى هو وركع على ركبتيه يتوسلها أن تكمل حياته وتكون له للأبد كما كان لها هو منذ ابصرتها عيناه
ابتسمت وقد سرح خيالها بعيدا فلم تر الواقف مستترا وهو مستمتع بغضبها المحبب له، عاقبها على غزل احدا آخر لها؛ فلا يحق لأحدهم أن يتغزل بها غيره، غيرة لا يستطيع التحكم بها ولا يعلم متى ستهدأ نيرانه المستعرة تلك!
-حقا! لقد تأخر كثيرا، لذا سألحق برحلتي الآن خالي وحين يعود أعلمه انه قد فوت وداعي له
آلمه قلبه حين نطقت كلمة وداع؛ يكرهها منذ عملت بالطيران خاصة حين تكون رحلتها طويلة فكان يعنفها حين تقول وداعا ويخبرها أن تقول دائما إلى اللقاء، لا تعلم انه يظل مراقبا لرحلتها حتى يطمئن على وصولها آمنة فيرتاح قلبه من لوعته، تحرك من ركنه القصي نحوها كي يلحق بها قبل أن تغادر، فادركها بمكانه المفضل، البوابة الفاصلة بين القصرين
-ألم أخبرك مرارا الا تقولي وداعا
ذوت بين حاجبيها بغضب وهي تعاتبه
-أنت من تأخر، ثم انه بالفعل وداع فلربما لن اعو....
اسكتها بقبلته مانعا اياها من إكمال كلمتها، كيف لها أن لا تعود وكيف سينبض قلبه بعدها؟! ألا تعلم انها حياته ونبضه منتظم بوجودها؟
-إياك أن تقوليها فلن يدق هذا
اردف وهو يضع كفيها على صدره
-دونك ماهي، فدقاته ليست لأحيا بل ليحبك
ارتمت بين ذراعيه وابتسمت وهي تشدد من عناقه وهمست بأذنيه حين رفعها بين ذراعيه
-ولا وجود لي بدونك دكتوري
عشق نبت منذ زمن لكن عبق رحيقه لم يشدو إلا حين تفتحت ازهاره، عشقها وكتم حبه لحين استعدت هي له، هامت به وحين أدركت مشاعرها اغدقته بها ولم تبخل.جالسة بمائدة الطعام حيث ستجتمع بزوجها وبناته لتناول الإفطار كما طلب منها منذ قليل، اطل بهيبته الطاغية عليهن وجلس برأس المائدة حيث تجلس هي على يمينه والفتيات على يساره
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)
Chick-Lit: بين مخالب الصقور ٢ براثن الشاهين كر وفر، عشق ونفور، مشاعر تعطي دون حدود واخرى قانطة بنعمة العشق أفلت الغزال من وكر الصقور، ولكن الهيثم على وشك اقتناص عصفور آخر يغرد في علياءه فهل ستفلت هي الأخرى ام ستقع ببراثن الشاهين هدوء عم حياتهم لأشهر جاعلا من...