الفصل السادس عشر
انتهى الحفل وقد انجلت الحقائق جميعها، منهم من اشتعل قلبه ومنهم من خبت نيرانه ومنهم من يجهز ليشعل نيران جديدة
ترحيب مبالغ به من الجميع، لم يحاول أحدهم أن يفاتحها بأمر خطبتها كما اعتادوا، حتى ابن خالها ترك محاولات باستمالتها معلنا تقبله لخطبتها لغيره
-أنا أحبك عائشة ولن اقبل أن تعان بسببي سأقنع عمتي بتقبل الخطبة.
سرت بقوله وصافحته ممتنه فامسك كفيها وقبلها مما اخجلها
-اتمنى أن نكون على وفاق الآن!
-بالطبع احمد فأنت ابن خالي ومكانتك بقلبي ليست مجال للمناقشة
-ولا حتى هاشم!
-ولا حتى هاشم
ابتسامة غريبة علت وجهه للحظة ما لبث واخفاها لكنها جعلتها تتوجس مما يضمره أحمد، فكرهه لأبناء عمومتها ليس بالأمر الخفي فما الذي تغير الآن؟!
عشاء قدم به كل ما تحب تناوله، عصيرها المفضل كل ما تتمناه فسعدت بذلك وتناول ما استطاعت لدرجة انها لم تستطع أن تنهض من ثقل جسدها
مازحتها والدتها حين رأت حالتها
-نحمد الله انك تركت الأطباق الفارغة!
ضحكوا جميعهم من قول والدتها لكنها لم تعد تشعر بما حولها، ثقلت رأسها لدرجة انها اغلقت أعينها وسقطت بظلمات استقبلتها لمدة لا تعلم مدتها حتى فاقت لتجد نفسها بالفراش عارية، لكن ما صدمها هو انها بغرفة ابن خالها!
لم يستوعب عقلها ما يحدث، حاولت أن تستر نفسها قبل أن يراها أحدهم بهذه الحال، لم تسهل دموعها الأمر فلم تعد ترى ما حولها حتى سمعت صوته خلفها
-لا تقلقي جميلتي، فلم يعد بيننا ايه خجل
غطت نفسها جيدا والتفت وعينها راسمة بها الف سؤال
-ما الذي حدث أحمد؟
-ما حدث انك أصبحت ملكيارتدي قميصه وراح يغلق ازراره وهو يطالعها بنظرة ظفر واقترب من اصابعها كي يخلع خاتم خطبتها
-والآن لم يعد هناك هاشم، فقط احمد
قالها بحقد وهو يقذف خاتمتها بالهواء ويمسكه بكفيه وتركها وذهب
دمرها، هل حقا فعل بها هذا؟ وأين والدتها؟ كيف سمحت بذلك؟ هل اشتركت معهم بهذا لم يتحمل عقلها كل هذا وصرخت بكل ما شعرت به من قهر، دمرت بيد امها التي نفذت تهديده بأسوأ الطرق، كيف لها أن تفعل بها ذلك
لم تشعر بوالدتها التي أسرعت لها كي تهدئها لكنها فشلت
-كيف سمحت له بفعل هذا؟
-هو ابن خالك وأولى بك وانت من عاندت
-وشرفي وسمعتي؟
-لن يعلم أحدا بالأمر، كان يجب أن نفعل هذا كي تكفى عن التعلق بابن المحمدي
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)
Literatura Feminina: بين مخالب الصقور ٢ براثن الشاهين كر وفر، عشق ونفور، مشاعر تعطي دون حدود واخرى قانطة بنعمة العشق أفلت الغزال من وكر الصقور، ولكن الهيثم على وشك اقتناص عصفور آخر يغرد في علياءه فهل ستفلت هي الأخرى ام ستقع ببراثن الشاهين هدوء عم حياتهم لأشهر جاعلا من...