الفصل الخامس والعشرون
اغلقت هاتفها فور اطمئنانها بأن شقيقها قد وجده، حمدت الله على وجود خالد بالمطار فكم سيكون الأمر محرجا اذا ما طلبت من أحد زملائها أن يتفقد حال زوجها، اغمضت عينها و زفرت الهواء بسخط فآدم يحتاج لتقويم حقا فجنونه بها تخطي الحدود فهو لم يمهلها الفرصة لتخبره بأن طائرة الهيثم هنا لجلب أوراق هامة وان رائف هو المتواجد وليس شاهين لكنها قررت أن تعاقبه بطريقتها فأخبرت شقيقها كي يعلمه وتكمل هي خصامها له
تبدل حاله من الغضب والغيرة لأخرى نادمة فقد كال لها بالكلمات كعادته، يغار عليها ويشعر أنها أفضل منه، لا يستحقها وقد تتركه، كيف يخبره انه يخاف من فراقها فلا يشعر غير بغضبه من نفسه لا منها
-ما الذى حل بك آدم، حقا هل تتعامل معها بهذه الطريقة
لامه خالد علي ما يفعله بشقيقته، لقد ظن أنه سيكون أحرص الناس عليها ويخشي ان يحزنها يوما لكنه قد اخلف ظنه به
-اعشقها خالد، أخشى أن لا أكون كافيا بالنسبة لها، فهي افضل مني
-أفضل منك!
-لقد تحملت كل ما فعلته خالد، حتى زلتي مع سالي قد تغاضت عنها
-هل تعاقبها على تحملها لك!
-بل اعاقب نفسي خالد فهي من الممكن أن تكتفي وتتركني
-يجب أن تراجع أمورك آدم فأنت تدفعها حقا لتركك لا تنس أن ماهي لن تتحمل شكك هذا*************
ارتمت بأحضان شقيقتها فور رؤيتها، كم احتاجت لاحد بعيد عن هذا القصر الذي بات يخنقها كي تحكي معه بما حدث معها، فماهي كانت المقربة لها منذ رأتها أول مرة
-ما الذى حدث عائشة
-لقد انتهيت ماهي
قصت عائشة عليها ما حدث منذ عودتها من حفل زفافها حتى الأمس حيث قص هاشم شعرها بفظاظةارتعدت ماهي حين سمعت حديث شقيقتها، هل حدث لها كل هذا؟ ولم وكيف لم يبلغ جدها عن هذا الرجل، خرجت من غرفة عائشة بعد أن هدئتها واتجهت لغرفة جدها ودخلت دون أن تستأذن
-كيف تركته ينفد من العقاب
-وأنا أيضا اشتقت لك ماهي
اغتاظت من برود جدها الذي لم يعطيها ايه أهمية وكأن ما حدث امر عادي، كيف له ان يتعامل بهذه البرودة وقد دنس شرفه
-حقا!
-هلا جلست لنتحدث يا ابنة المحمدي********
لم يرها منذ قص شعرها بيده، لم تجرؤ على الخروج من غرفتها حتى جاءت شقيقتها وخرجت لاستقبالها، هل حقا عشق شعرها الطويل فما بال خصلاتها التي التفت حول كتفيها بتموجات فاتنة جعلت قلبه ينتفض فقد ظهرت ملامحها كأنثى فاتنة حين ظهر جسدها بعيدا عن خصلاتها التي كانت تداريه، لعن نفسه لتهوره فقد أوقد نارا أخرى بقلبه لفتاه عشقها وهي ليست له بعد الآن-اه لقلبي اللعين كلما عاقبها تألم هو
-اذا لا تعاقبها
قالها عادل الذي لكزه بكتفه وهو يمر بجواره، لم يعجبه حال شقيقه مع ابنة عمه الصغيرة، لطالما شاكسها عادل طيلة السنوات الماضية فهي طفلته التي رباها ولن يسمح لاحدا أن يحزنها وإن كان شقيقه
-انت لا تعلم ما حدث عادل فلا تطلق حكمك
-أنا اعلم انها عائشة المحمدي ومن يخطو فوق خيالها على الأرض ادفنه تحتها هاشم
لم يتخيل هاشم أن يسمع هذه الكلمات من عادل، متى كان حاميا لعائشة ام هو الاخر عاشق لها!
اتقدت نيران الغيرة بقلبه وامسك بياقة أخيه
-ومتى كنت عاشقا لها عادل
نفض عادل يدي شقيقه وهو يسخر منه
-هي اختي الصغيرة هاشم لكن صدقني لو احزنتها سأجد لا عاشقا غيرك أخي، لا يهمني ما حدث فقط لا تجعلها تحزن
ألقى عادل كلماته على أخيه وغادر دون إضافة فشقيقه تجاوز حدوده بالفعل معها وهو لن يفوت أمر خصلاتها التي قصها فهو رآه يخرج من غرفتها وخصلاتها بيديه!
رغم هدوئه الذي اتسم به الا انه ير الجميع جيدا ويعلم كيف يتعاملون وحين يحدث ايه تغير يشعر به علي الفور لذلك هو شعر بتوتر العلاقة بينهم منذ فترة، فعقب عودتهم من لندن وسفر عائشة مع والدتها وعودتها وهي لم تعد الفتاه المرحة التي اعتادها، ومنذ انهيار شقيقه وهو الاخر لم يعد كما هو ويبدو ان الامور بينهم ليست على ما يرام والضحية كالعادة هي، لقد رآها لسنوات تكبر لتشب فتاه رقيقة تحمل قلب طفلة والان حين ينظر لها يجد الطفلة التي بداخلها قد اغتيلت ولا يعلم السبب لكنه لن يتركها وحدها بعد الآن فهو قد عاهد نفسه على الاهتمام بها، أما شقيقه فيجب عليه أن يعتني بها لا ان يعاقبها فهو متأكد من انها لم تفعل ما يستحق غضبه اي كان فيكفيه عشقها له
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)
ChickLit: بين مخالب الصقور ٢ براثن الشاهين كر وفر، عشق ونفور، مشاعر تعطي دون حدود واخرى قانطة بنعمة العشق أفلت الغزال من وكر الصقور، ولكن الهيثم على وشك اقتناص عصفور آخر يغرد في علياءه فهل ستفلت هي الأخرى ام ستقع ببراثن الشاهين هدوء عم حياتهم لأشهر جاعلا من...