~ وأشواك ~
꧁꧂
في عالم مظلم، كان رفيق يعيش حياة تشبه حياة الجاهلية، على الرغم من كونه ابن أسرة محافظة ومتمسكة بالقيم الإسلامية.
كان غارقًا في بحر من المعاصي والآثام، لا يحافظ على أوقات الصلاة، بل لا يصلي أبدًا.
الليل بالنسبة له كان ساحة للسهر على أشرطة الفيديو والنظر إلى ما يغضب الله عز وجل.
رفيق كان شابًا غافلًا عن الله، بعيدًا عنه كل البعد، كأنه تائه في صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا زرع.
زين له الشيطان سماع لهو الحديث المحرم، فظل سادرًا غافلًا عن ذكر الله. لم يكن يحرص على سماع القرآن الكريم أو الأشرطة الإسلامية النافعة للمشايخ والعلماء، بل كان يعيش على الحرام، والمخدرات والخمر كانت شرابه منذ أن رافق رفقاء السوء.
ما أتعس الإنسان حينما يعيش في هذه الحياة بلا هدف، وما أشقاه حين يكون كالبهيمة، لا هم له إلا أن يأكل ويشرب وينام دون أن يدرك سر وجوده في هذه الحياة.
رفيق كان ذلك الشاب المسكين الذي لم تكن له صلة مع الله بأي شكل من الأشكال، أغرته الحياة بزخارفها وشهواتها، فضل سبيله وغرق في ظلمات بعضها فوق بعض.
كان رفيق يسير في طريق الضلال، بعيدًا عن نور الهداية، كأنه يخوض في بحر من الظلمات لا يدري أين يتجه.
***
في ظلام الليل الحالك، كان رفيق غارقًا في نوم عميق، كأنه يغوص في بحر من الأحلام المتشابكة.
فجأة، اخترق صمت الليل رنين هاتفه المزعج، فاستيقظ رفيق على صوته وكأنه صوت صاعقة تشق سكون الكون.
ببطء، فتح عينيه الثقيلتين وكأنهما تحملان وزر الدنيا بأسرها.
تناول الهاتف بيد متثاقلة، وبصوت أجش من النوم، همس:
"أحم.... ألو.... ما الذي تريدينه ياسمين؟".
جاء الرد على الطرف الآخر بنبرة منزعجة:
"ياسمين؟! ... رفيق ما بالك... أنا ليلى".
أدرك رفيق خطأه، فقال بصوت متحشرج:
"آه يا إلهي أخطأت.. آسف ذلك لأنني للتو استيقظت. ماذا هناك؟ ... ليلى".
ردت ليلى بحماس:
"حل الدخول الجامعي برو... ولن تجد فرصة مناسبة كهذه. تعال لرؤيتي، أنا أنتظرك".
تنهد رفيق بضيق وقال:
"اليوم؟! ... أنا منهك لم أنم لمدة 3 أيام على التوالي بسبب حفلات أصدقائي... دعي الموعد غدًا، ما رأيكِ؟".
لكن ليلى أصرت قائلة:
"لا لا لا يوجد أعذار... أرجوك رفيق... هيا تعال... هيا هيا".
استسلم رفيق أخيرًا وقال بصوت متثاقل:
"حسنًا.. حسنًا... أنا قادم سآتي في المساء... وداعًا..".
فردت ليلى بنشوة:
"سأكون في الانتظار... وداعًا".
بعد أن أغلق الهاتف، تنهد رفيق تنهيدة عميقة وبدأ يتحدث مع نفسه بضجر:
"مزعجة.... مزعييييجة.... أووف سأنام مجددًا، لن أذهب".
غطى رفيق نفسه بالغطاء، لكن سرعان ما عاد ليجلس في سريره وكأن هناك صراعًا يدور في عقله.
قال لنفسه بحيرة:
"إلم أذهب إليهااااا ستشك في أمر سلوى أكثر... أووووووف يا رفيق لما فعلت هذا لنفسك...".
كان عليه أن يواجه عواقب أفعاله، وكأن الحياة تضع أمامه مفترق طرق، عليه أن يختار أيهما سيسلك.
تذكير : الصلاة على النبي 100 مرة في اليوم جزاكم الله خيرا ♡
أنت تقرأ
الصباح المشرق
Kurzgeschichten"هل تبحثون عن رواية تأخذكم في رحلة من الظلام إلى النور؟ تتحدث الرواية عن شاب عاصٍ لله، يعيش حياة بلا معنى ولا فائدة. كل شيء يتغير عندما يواجه حلماً غامضاً يغير مسار حياته بالكامل. "الصباح المشرق" ليست مجرد رواية ، إنها رحلة مليئة بالتحديات والاكتشا...