8/ بِـلـَا ضَـمِـيـرْ 🩹 :

218 28 9
                                    

‏"لاشيء أسوء من مسن، وضع حلمه على عاتق إبنه، فاستيقظ في دار العجزة."






꧁꧂



استلقى على سريره، يحدق في السقف وهو يردد بحيرة:

"ما الذي يحدث معي؟ ما الذي حل بي؟ ولماذا أشعر بهذا الشعور الغريب؟" كانت هذه الكلمات تتردد باستمرار على طرف لسانه.

كانت دقات قلبه غير مستقرة، فتساءل:

"ما العمل؟ لا أدري. هل هذا بسبب شفقتي على تلك الفتاة المحجبة أم بسبب اشتياقي للممنوعات؟ منذ اليوم الذي سمعت فيه تلك التلاوة، أحس بالغرابة من نفسي. لم أعد أعرف نفسي، يا إلهي ما العمل؟"

أمسك هاتفه فوجد أحد أصدقائه اتصل به عدة مرات.
أدرك أن شحنة المخدرات الجديدة قد وصلت للتو. نهض من فراشه مسرعاً، ارتدى ثيابه وخرج من المنزل خلسة، ظاناً أن المخدرات ستشعره بالراحة وتنزع عنه هذا الشعور الغريب.

***

استيقظت زهرة فجأة من نومها بسبب حلم غريب. رأت هذه المرة رجلاً شاباً يرتدي عباءة سوداء، والدموع تنهمر على خديه ونحيبه يعلو. قال لها بصوت مختنق:

"ساعديني."

لم تفهم زهرة معنى الحلم، لكنها أدركت أن موعد أذان الفجر قد اقترب.

أدت صلاتها وتوجهت بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى طلباً للمساعدة.

***

مع بزوغ يوم جديد، وجدت زهرة من يواسيها في محنتها، وهما صديقتاها كوثر ومريم.

روت لهما  أيضا حلمها وكل ما أرادته هو تفسيره.

قالت مريم بثقة:

"حلمك واضح لا يحتاج إلى تفسير. هناك من يحتاج مساعدتك، وهذا كل ما في الأمر."

أضافت كوثر:

"أجل، ربما يكون أحد الأقارب، من يدري؟"

تمتمت زهرة بإيمان:

"أسأل الله أن يمنحني القدرة على مساعدة أي شخص كان. آمين."

وفجأة، وجدت زهرة ليلى تقف أمامها في المكتبة بابتسامة عريضة وعيون واثقة.

كانت ترتدي فستاناً أسود قصيراً وشعرها منسدل على كتفيها.

قالت ليلى بنبرة مصطنعة:

"أسفي على قطتك المرحومة بالأمس. لقد حزنت كثيراً عليها وقطعت قلبي."

عند سماع كلامها، تذكرت زهرة ما حدث البارحة.

فقالت كوثر  بهدوء:

"نعم، شكراً لك. حفظك الله."

استطردت ليلى بلا مبالاة:

"أنا بصراحة لا أحب القطط كثيراً، ولكنني تأثرت أمس بشأن قطتك. هههه، يعني كانت تتجول أمامنا أنا وأصدقائي. أردنا التسلية فقط فأمسكتها وقدمتها لصديقي. لطالما أخبرني أنه كان يعتاد تربية القطط. أوبس، تذكرت أنه من قتلها، للأسف."

الصباح المشرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن