الجُزْء الـثـَانـِي 🌿 1/ وَتـَمـْضِي الأَياَم:

194 22 3
                                    

ستعيشُ مرةً واحدً على هذه الارض ،
إذا اخطأتَ إعتذر ، و إذا فرحتَ عبّر ، لا تكُن معقداً ، و الأهم من ذلك هو ألّا تكره ولا تحقد ولا تحسد ، و تذكر دوماً ، كن مع الله يكن معك .




꧁꧂

وصل رفيق إلى أمريكا، وتوجه مباشرة إلى مصحة متخصصة في علاج الإدمان لدى الشباب. بدأ رحلة العلاج الشاقة، وكان عليه أن يكافح ويصبر ليتخلص من هذا الإدمان الذي سيطر على حياته لسنوات طويلة. كانت الأيام تمر ثقيلة، والألم يعتصر جسده وروحه، لكنه كان مصممًا على النجاح، ولم يستسلم للصعاب.

مرت الأيام والأسابيع والشهور بسرعة، وها هي عامان قد انقضيا، وتوبة في آخر عام دراسي لها في كلية الطب. رغم انشغالها بالدراسة والامتحانات، إلا أنها لم تنسَ ماضيها، وظلت تدعو لرفيق ليلًا ونهارًا، راجية من الله أن يشفيه ويعينه على التخلص من الإدمان.

***

كانت أم زهرة، السيدة زهية، تستقبل العديد من النساء اللاتي يأتين لطلب يد زهرة للزواج، لكن توبة كانت ترفض دائمًا، وتردد بإصرار:

"ليس الآن".

كانت الأم تشعر بالحيرة من موقف ابنتها، وتتساءل في نفسها:

"لماذا ترفض زهرة الزواج هكذا؟ هل السبب يكمن فيّ؟"

قررت السيدة زهية أن تتحدث مع ابنتها بشأن هذا الموضوع.

بينما كانت زهرة  تحفظ القرآن وترتله بصوت عذب، دخلت عليها أمها الغرفة، وابتسمت بفخر قائلة:

"أشكر الله الخالق الذي أنعم عليّ بفتاة مثلكِ يا توبة."

ردت زهرة بامتنان:

"وأنا أيضًا أشكر ربي لأنه أنعم عليّ بأم طيبة مثلكِ.."

سألتها الأم بلهفة:

"هل تحفظين القرآن الكريم كاملًا يا ابنتي؟"

أجابت  بتواضع:

"نعم، أراجعه الآن، فمسابقة حفظ القرآن على الأبواب."

دعت لها الأم قائلة:

"وفقكِ الله لما يحبه ويرضاه.."

شكرتها زهرة، ثم انتقلت الأم إلى الموضوع الذي يشغل بالها، فقالت بحذر:

"عزيزتي، هناك أمر يجب أن نتحدث فيه."

نظرت إليها زهرة باهتمام:

"نعم، أسمعكِ يا أمي.."

تنهدت الأم، وسألتها بقلق:

"هل تخافين من الزواج يا زهرة؟ أنا أمكِ، قولي لي الحقيقة.."

ردت زهرة بهدوء:

"أمي، لا.. أنا لا أخاف، أخاف فقط من رب السموات والأرض."

الصباح المشرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن