12 / أَرْوَاحْ بـَرِيـئـَة ❄ :

219 24 5
                                    

" الحمد لله.. على أبسط الأشياء، الحمد لله دائما وابدا "

꧁꧂

كانت ليلى جالسة مع صديقيها عمر وأيمن في زاوية منعزلة من الحرم الجامعي، يدخنون ويتناولون الممنوعات بلا مبالاة.

كانت ابتسامة ساخرة ترتسم على شفتي ليلى وهي تقول بتشفٍ واضح:

"أكيد ستكون زهرة الآن تبكي كالطفل الصغير... واء واء... هاهاها!"

ضحك عمر بصخب وقال:

"بلا شك! وأتخيل أمها ستأتي إلى هنا غاضبة لتأخذ بثأرها! هاهاها!"

لكن أيمن بدا عليه بعض الندم وهو يتدخل قائلاً:

"هي يا جماعة، ألا تظنون أننا بالغنا قليلاً في الموضوع؟"

تغيرت تعابير وجه ليلى فجأة، وضربته على رأسه بيدها وهي تتذمر:

"يا لك من جبان يا أيمن! ما بك؟ ما فعلناه ليس أمراً كبيراً، بل هو تافه وصغير مقارنة بما هو قادم. فالشيء الأكبر سيحدث قريباً بلا شك، كونوا مستعدين! لأننا سنعيش أفضل سنة جامعية على الإطلاق! من يلعب بالنار ستحرقه... ومثلما جعلت زهرة سيرتي على كل لسان، سأجعل سيرتها كذلك أيضاً! هاهاها!"

تمتم أيمن بتردد:

"لا أدري... لكن السيرتان مختلفتان في رأيي."

صرخت ليلى فيه:

"اصمت يا جبان! من الأفضل ألا تتدخل!"

سأل عمر بفضول:

" أين اختفى رفيق هذه الأيام؟ لماذا لا يظهر في الجامعة؟"

أجابت ليلى بلا مبالاة:

"لا أدري، ربما هو مشغول."

علق أيمن ساخراً:

"مشغول بالفتيات كالعادة، صح؟ هاها!"

رمقته ليلى بنظرة حادة وقالت:

"اصمت رجاءً، لا تذكرني."

ضحك عمر قائلاً:

"أوه، أشم رائحة الغيرة هنا!"

ثم التفتت ليلى إلى عمر وقالت بحدة:

"اتصل برفيق الآن واطلب منه الحضور إلى هنا فوراً. سألقنه درساً لن ينساه!"

أجابها عمر:

"لقد أرسلت له رسالة قبل قليل وقال إنه قادم."

ابتسمت ليلى بارتياح:

"حسناً، هذا جيد."

ثم نهضت فجأة وسألت بتوتر:

"هيا أخبراني، كيف أبدو؟ أظن أن شعري غير مرتب... أوووف، ولماذا ارتديت هذا الفستان تحديداً؟ رفيق لا يحبه!"

طمأنها عمر قائلاً:

"أنت تبدين في أفضل حال، لا تقلقي. بمجرد أن يراكِ النمرود سيذهل من جمالك الساحر."

الصباح المشرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن