7/ بِـلَـا رَحْـمَـة 💔 :

221 27 3
                                    

" ورجائي الحقيقي هو أن أتعافى من كل خذلان عشته ولم أستحقه، ومن كل كلمة سامة مازال لها أثر بداخلي ، أن أصبح بخير من كل ماجعلني عاجز عن الشعور بالطمأنينة"





꧁꧂








استيقظت ليلى من نومها مفزوعة، والعرق البارد يتصبب من جبينها. كان كل ما جرى مجرد حلم مزعج، لكنه بدا حقيقياً للغاية.

همست لنفسها بصوت متقطع:

"هل كان هذا حلماً فقط؟ لا أصدق... شعرت وكأن قلبي كاد يتوقف من شدة الرعب. سأذهب إلى غرفة والديّ، فربما يساعدني ذلك على الشعور بالراحة والأمان قليلاً. يا إلهي، ما هذا الحلم المفزع؟"

سارت ليلى بخطوات متثاقلة عبر ممر المنزل الهادئ، وهي تشعر ببقايا الكابوس لا تزال تطاردها. فتحت باب غرفة والديها بهدوء، فوجدتهما نائمين بسلام، وكأن شيئاً لم يكن.

تنهدت ليلى بارتياح، وشعرت وكأن ثقلاً قد أُزيح عن صدرها. عادت إلى غرفتها، واستلقت على سريرها، محاولة استعادة هدوئها والغفو من جديد، لكن صور الحلم ظلت تراودها حتى وهي تغط في نوم عميق.

***

☀ ومع إشراقة شمس صباح جديد، بزغ يوم آخر بكل ما يحمله من أسرار ومفاجآت.

وقف رفيق أمام باب منزل عائلته القديم، حيث ولد وترعرع وعاش أجمل وأصعب لحظات حياته.

كانت علامات الخوف والتوتر بادية على محيّاه، وذكريات الماضي تتقافز في خاطره بين الحلوة والمرة. بيد مرتجفة، رفع رفيق قبضته استعداداً للطرق على الباب، لكنه توقف في اللحظة الأخيرة، مترددًا وخائفاً.

شعر وكأن شيئاً ما يمنعه من مواجهة ماضيه وأهله، وكأن الجرح لم يندمل بعد.

بعد لحظات من الصراع الداخلي، تراجع رفيق خطوة إلى الوراء، وقرر العدول عن قراره برؤية عائلته.

استدار ببطء، وسار مبتعداً عن المنزل، عائداً من حيث أتى، وكأنه يفر من شبح الماضي الذي لا يزال يطارده.

خيّم عليه شعور بالإحباط والجبن، لكنه لم يجد في نفسه الشجاعة الكافية لمواجهة ما حاول الهرب منه طيلة تلك السنوات. وهكذا، ابتعد رفيق عن بيت طفولته وذكرياته، حاملاً معه جراحه وأسراره، غير عالم بما تخبئه له الأيام القادمة من مفاجآت ومنعطفات.

♡♡♡

مع انتهاء يومها الدراسي في الجامعة، شعرت زهرة برغبة ملحة في رؤية تلك القطة الصغيرة التي أطلقت عليها اسم "ميادة".

كالمعتاد، أحضرت لها وجبة شهية من السمك، وانطلقت نحو المكان المعتاد بخطوات حثيثة.

عندما وصلت إلى الموقع، ناجت القطة بصوت رقيق:

الصباح المشرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن