"أنا لا تغريني فكرة العودة إلى المنزل
بقدر ما تغريني
فكرة العودة إلى أمي
ورؤية وجهها
هكذا دون مسافات وحدود
فأنا لا أمان لي ولا منزل آوي إليه
بعيدًا عن ظل أمي... "꧁꧂
وصل رفيق إلى منزله القديم بعد فراقٍ دام حوالي خمس سنوات، وها هي نفس الحادثة تتكرر مرة أخرى.
كان قلبه ينبض بسرعة وأنفاسه تتلاحق، وكان مترددًا كثيرًا ويفكر طويلًا، لكنه أدرك أنه لا يمكنه الانسحاب الآن، فيجب عليه أن يحاول إصلاح ما فعله، وأن يعتذر لأمه وأخته إكرام، عليه أن يفعل ذلك قبل فوات الأوان.
دقّ رفيق الباب بتردد، وانتظر بقلق، فهل من مجيب؟ فتح الباب رجل في الثلاثينات من عمره، لا يعرفه رفيق، وبدأت الأفكار المخيبة للآمال تراود عقله.
قال رفيق بتلعثم:
"أ.. أ.. السلام عليكم.."
رد الرجل:
"وعليكم السلام.. ماذا تريد؟"
سأل رفيق بحذر:
"أمي.. أقصد.. هل أنت جديد هنا؟"
تعجب الرجل:
"كيف؟ ماذا تقصد؟ أنا أسكن هنا منذ سنوات.. لما تسأل؟!"
قال رفيق بخيبة أمل:
"سنوات؟! آه حسنًا.. إذن.. هل تعرف امرأة كبيرة في السن تدعى جدايل ابنة عادل؟"
تفكر الرجل قليلًا ثم قال:
"يبدو لي الاسم مألوفًا، ولكني نسيت أين سمعته.. لكن لعل زوجتي تعرفها، لحظة فقط سأخبرها.."
انتظر رفيق أمام الباب قرابة دقيقتين، ثم خرجت زوجة الرجل، وعندما رأت رفيق اندهشت وصاحت:
"أخي؟!! رفيق.."
رد رفيق بذهول:
"إكرام.."
امتلأت عيونهما بالدموع، وأسرع رفيق ليعانق أخته الكبرى ويقبّل رأسها، وهو يقول بندم:
"أنا آسف جدًا.. أرجوكِ سامحيني يا أختي.. أنا آسف.. سامحيني.."
قالت إكرام بحنان:
"لا بأس يا أخي، أنا أسامحك.. لقد اشتقت إليك كثيرًا.. لا تبكِ.."
ابتعد رفيق عنها قليلًا، وسألها بشوق:
"إكرام.. أين أمي؟ هل هي بالداخل؟"
امتلأت عيون إكرام بالدموع ولم تستطع الكلام، فسألها رفيق بقلق:
"لما لا تجيبين؟ تكلمي يا أختي، أين هي الآن؟ أعلم أنها ستسامحني لأنها تحبني.. أختي أرجوكِ تكلمي، هل هي في منزل المزرعة؟ لطالما كانت تحب البقاء هناك كثيرًا حيث كانت تلعب معنا.. أخبريني.."
أنت تقرأ
الصباح المشرق
Short Story"هل تبحثون عن رواية تأخذكم في رحلة من الظلام إلى النور؟ تتحدث الرواية عن شاب عاصٍ لله، يعيش حياة بلا معنى ولا فائدة. كل شيء يتغير عندما يواجه حلماً غامضاً يغير مسار حياته بالكامل. "الصباح المشرق" ليست مجرد رواية ، إنها رحلة مليئة بالتحديات والاكتشا...