2/ نَـصِـيـحـَة 💡:

297 35 4
                                    

وجود الله مريح،
من حيث أن هنالك شيء أعلى من الإنسان..
قوة كبيرة تتخطاه، عادلة ورحيمة،وفي نفس الوقت ذاته جبارة، "








꧁꧂

  بعد انتهاء المحاضرات، جلست زهرة برفقة صديقتيها كوثر ومريم في ساحة الجامعة المشمسة.

كانت أصوات تلاوتهن العذبة للقرآن الكريم تتناغم مع نسمات الهواء العليل وخرير الماء القريب، فيخلق جوًا روحانيًا يبعث على الصفاء والسكينة.

اقتربت منهن الأستاذة أمينة بخطواتٍ وقورة وابتسامة حانية، فرفعن أنظارهن إليها وحيينها بتحية الإسلام.

جلست بجانبهن وسلّمت عليهن قائلة:

"السلام عليكم يا بناتي، ما شاء الله تبارك الرحمن، طالما أسعدني رؤيتكن هكذا غارقات في كتاب الله".

لاحظت الأستاذة شرود كوثر وقلقها فسألتها برفق:

"ما بك يا عزيزتي؟ أراكِ مشغولة البال".

فأجابت كوثر بتردد:

"في الحقيقة يا أستاذة، هناك أمر يشغل تفكيري هذه الأيام. شاب تقدم للزواج مني، ووالدي يصفه بالصلاح والالتزام، لكني أشعر بالخوف والحيرة فهذه أول مرة أفكر فيها بالزواج".

ابتسمت الأستاذة بحنان وقالت:

"ابنتي الغالية، مشاعرك طبيعية فأنتِ مقبلة على مرحلة جديدة ومصيرية من حياتك. لكن ثقي برب العالمين وفوّضي أمرك إليه، هو مولاك ولن يضيع لك حقًا أبدًا. استخيري الله سبحانه كما فعلتِ وانتظري قدره بقلب مطمئن، فإن كان هذا الزواج خيرًا لكِ يسّره ويبارك لكما فيه".

تنهدت الأستاذة أمينة وابتسمت بدفء قائلة:

"يا بناتي الغاليات، الزواج رحلة مقدسة تبدأ بخطوة الاختيار. فكما تنتقين ثمرة ناضجة طيبة لتتذوقيها، انتقي شريك حياتك بعناية واهتمام".

ثم أضافت:

"لا تنخدعن بالمظاهر الخادعة كالجمال والثراء، فهذه أمور زائلة. ابحثن عن معدن الرجل الأصيل: إيمانه، خلقه، صدقه، احترامه لكِ ولأهلك. من يتقي الله في السر والعلن هو من يستحق أن يكون سندًا لكِ في الدنيا والآخرة".

وتابعت الأستاذة وعيناها تشعان بالحكمة:

"لا تستعجلن القرار ولا تتسرّعن، بل صلّين صلاة الاستخارة واستشيروا ذوي الخبرة والحنكة. وتذكرن دائمًا أن الله لن يضيع لكنّ حقًا أبدًا، فهو وليكنّ وحسبكنّ في كل أموركنّ".

ثم التفتت للفتيات وقالت بلهجة جادة:

"ولا تنسين يا بناتي أن الزواج مسؤولية عظيمة، فاستعددن لها بتحصين أنفسكن بالعلم والحكمة. اقرأن، تثقفن، طوّرن مهاراتكنّ لتكنّ زوجاتٍ صالحات وأمهاتٍ حكيمات بإذن الله".

وختمت الأستاذة حديثها بقولها:

"فوق كل هذا، اجعلن زواجكن قائمًا على المودة والرحمة والتفاهم. اغرسن بذور الحب بالحوار البنّاء والاحترام المتبادل. تحلّين بالصبر وسعة الصدر، فما دام بيتكن عامرًا بذكر الله، فلا خوف عليكن بإذنه تعالى".

صمتت الأستاذة وقد رسمت كلماتها البليغة طريقًا نورانيًا في عقول الفتيات وقلوبهن. نظرن إليها بامتنان وإجلال، وقد تشربن من حكمتها وإيمانها الصادق. فعاهدن أنفسهن على أن يسرن على درب الحق والفضيلة، وأن يجعلن من زواجهن رباطًا مقدسًا ينير حاضرهن ومستقبلهن بتوفيق من الله.

رفعت كوثر عينيها نحو السماء وتنهدت بارتياح كأن كلمات معلمتها الحكيمة قد أزاحت الهمّ عن كاهلها.

عانقتها الأستاذة وهمست:

"الزواج سكن ورحمة، فلا تجعلي وساوس الشيطان تعكّر عليك صفو سعادتك. اختاري من يتقي الله ويحفظ حدوده، واسألي الله أن يرزقك من عنده زوجًا صالحًا كريمًا".

هكذا انقشع القلق من قلب كوثر، وشعرت بفرحٍ غامر وهي تتطلع لمستقبلٍ زاهر بإذن الله. تبادلت الصديقات نظراتٍ مليئة بالمحبة والامتنان لمعلمتهن التي غمرتهن بحكمتها وعطفها. وبقين هناك يتدارسن كتاب الله في جوٍّ إيماني عبق برائحة الزهور وصدق المشاعر.












تذكير: التسبيح 33 مرة بعد كل صلاة جزاكم الله خيرا ♡

الصباح المشرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن