10 / الْـنـَمْـرُودْ 🍂 :

206 24 7
                                    

"إذا رأيت من والديك تصرفًا استفزك، وهممت بالتلفظ بعبارة استياءٍ خَشنة؛ فتذكر يومًا قد تحمل أحدهما إلى المقبرة، وتَقرض أصابع الحسرة على كل إساءةٍ قلتها!.."))💚




꧁꧂







في المساء، بينما كانت زهرة عائدة إلى منزلها، رآها رفيق مارة بجانبه.

قال في نفسه بعزم:

"لن أضيع فرصة كهذه، علي أن أعرف من تكون هذه الفتاة."

سار خلفها من بعيد، يتتبع خطواتها بحذر، خشية أن تلاحظ وجوده.

بعد مشي طويل، وصلت زهرة إلى وجهتها - مصلى البنات الذي تعمل فيه أمها.

دخلت المكان بينما وقف رفيق عند الباب، يختلس النظر إليه بفضول.

عند دخولها، حيت زهرة الحاضرات بتحية الإسلام:

"السلام عليكم"، فرددن عليها بحرارة:

"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته".

هرعت أمها لاحتضانها قائلة:

"ابنتي زهرة ، رضا الله عنك."

في تلك اللحظة، عرف رفيق أخيرا اسم الفتاة التي سحرته بصوتها.

تمتم باسمها بصوت خافت:

"زهرة ... هذا اسمها إذن"

وفجأة، التقت النظرات.

رأت زهرة  رفيق يحدق بها من عند الباب، فارتابت وتساءلت في نفسها:

"ما الذي يفعله هنا؟ هل كان يلاحقني؟"

عندما أدرك رفيق أنها لاحظت وجوده، غادر المكان مسرعا وهو مرتبك للغاية.

سمعت الأم، زهية، ما قالته زهرة، فسألتها بقلق:

"يا ابنتي، من الذي كان يلاحقك؟ ولماذا أنت خائفة هكذا؟ تكلمي."

أجابت زهرة بصدق:

"أمي، لن أكذب عليك. لقد رأيت شابا يقف أمام باب المصلى يحدق بي. أحسست أنه مألوف بطريقة ما."

نصحتها الأم قائلة:

"عزيزتي، عليك الانتباه لنفسك أكثر من ذي قبل، ففي وقتنا الحالي لا يوجد مأمن من أي أحد كان."

فأومأت زهرة  برأسها موافقة:

"حسنا، سأفعل."

***

غادر رفيق إلى منزله كالمعتاد.

استلقى على فراشه وأحاسيس غريبة تنتابه.

فجأة، تذكر ماضيه المظلم - كيف كان يسيء معاملة الفتيات المحجبات في المدرسة الثانوية، يسبهن وينزع حجابهن عن رؤوسهن بقسوة.

كان يرتكب الكثير من الأفعال المشينة، لدرجة أنه كان يلقب بـ "النمرود".

شعر بالندم يعتصر قلبه،  وقال ايضا في نفسه.

الصباح المشرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن