"الحمدلله على أنَّ الشعور يزول، وأنَّ التعب يُمحى، وأنَّ الشمس تتجدَّد عقب الليالي الكالحة.. الحمدلله ﻷنَّ الإنسان مفطورٌ على القدرة على البدء من جديد، وأنَّ بصيرته -بفضلٍ من الله ورحمة- ديناميكية لا مكان للسكون في جنباتها.. الحمدلله على أنَّ اﻷمس فات، واليوم آت، وأنَّ الخير الوليد لهذا النهار مرهونٌ بظنّي."
꧁꧂
كان رفيق غارقًا في ذكريات طفولته البعيدة، وعقله يسافر عبر الزمن إلى تلك الأيام الخوالي.
كان يتذكر نفسه وهو في السابعة من عمره، في منزله القديم، يحاول بهدوء ارتداء حذائه دون أن يثير انتباه أحد. لكن القدر شاء أن يراه والده في تلك اللحظة.
صرخ الأب بغضب:
"يا فصعون؟! هل تحاول الهروب من المنزل؟ تعال إلى هنا سأريك..."
أجاب رفيق بصوت خافت:
"أريد أن ألعب... أصدقائي ينتظرونني."
رد الأب بحدة:
"سأريك كيف يكون اللعب... أخبرتك ألا تخرج فالجو بارد... هيا انزع حذاءك.."
بدأ رفيق يبكي بشدة وهو يقول:
"لا أريد أن ألعب.."
في تلك اللحظة، ظهرت أخته مستغربة ما يحدث. سألت بقلق:
"ماذا يجري؟"
أجاب الأب بنبرة غاضبة:
"أخوك الفصعون كان سيهرب من المنزل ليلعب... في هذا الجو البارد.."
نادت الأخت بحنان:
"يا رفيق، هل جننت؟ تعال إلى هنا."
صرخ رفيق وهو يبكي:
"لا... لا أريد أن ألعب..."
غادر الأب المكان وهو يقول بانفعال:
"أنا ذاهب... لا يمكنني التحكم في نفسي لأني سأضربه ضربًا مبرحًا... اهتمي بالأمر."
أجابت الأخت بهدوء:
"حسنًا.."
بعد أن غادر الأب، اقتربت الأخت من رفيق بحنان وقالت:
"رفيق.. يا حبيب قلبي... لا يجوز.. ستمرض إن خرجت لتلعب، وفوق هذا سيضربك أبي... دعك من الخارج، لنلعب أنا وأنت هنا داخل المنزل..."
رد رفيق بعناد طفولي:
"كيف؟ أنا لا ألعب مع البنات... أنا صبي وألعب مع الأولاد فقط."
ابتسمت الأخت بمكر وقالت:
"آه حقًا... لطالما كنت تلعب معي دائمًا... حسنًا، اخرج أنت لتلعب مع الأولاد، بينما أنا سأذهب لأخرج كرتي الكبيرة وألعب بها..."
سأل رفيق بحماس:
"تقصدين كرتك العملاقة؟ لكنك لا تسمحين لي باللعب بها."
أنت تقرأ
الصباح المشرق
Short Story"هل تبحثون عن رواية تأخذكم في رحلة من الظلام إلى النور؟ تتحدث الرواية عن شاب عاصٍ لله، يعيش حياة بلا معنى ولا فائدة. كل شيء يتغير عندما يواجه حلماً غامضاً يغير مسار حياته بالكامل. "الصباح المشرق" ليست مجرد رواية ، إنها رحلة مليئة بالتحديات والاكتشا...