10 / غَـضَـتْ بَـصَـرَهَا 🤎 :

209 25 4
                                    

"- يومًا ما ، ستُشرق الشمس ولن أستيقظ.

- يومًا ما ، ستكون غرفتِي فارغة وسَينتهِي دوري فِي الحياة.

- يومًا ما ، سأرحل."






꧁꧂








غادر رفيق إلى الجامعة، خطواته ثقيلة تنوء بحمل همومه وتساؤلاته. استقر به المقام في نفس المكان الذي سمع فيه لأول مرة تلك التلاوة التي هزت كيانه.

جلس هناك، يائسا من حياته، مستغربا من نفسه ومصيره، عاجزا عن إيجاد معنى لوجوده.

وبينما كان غارقا في التفكير، إذ به يسمع نفس الصوت الذي أثر فيه كثيرا - صوت تلاوة تلك الفتاة.

ظن للوهلة الأولى أنه يهلوس كعادته، لكنه أدرك أنه لا يهلوس هذه المرة.

اشتاق بشدة لمعرفة صاحبة هذا الصوت الملائكي. والتفت ورائه، فرآها - كانت زهرة تجود تلاوة القرآن برفقة صديقتيها. اعترته قشعريرة مثل تلك المرة السابقة، وامتلأت عيناه بالدموع.

تذكر فجأة أنه رآها من قبل وهي تمسك قطة ميتة وتدفنها وتذرف الدموع عليها.

ظل ينصت لتلاوتها بخشوع، وغمرته راحة نفسية عميقة كتلك التي شعر بها آخر مرة.

وعندما أنهت زهرة التلاوة، لمحت رفيق ينظر إليها من وراء الشجرة، فغضت بصرها على الفور وقررت مغادرة المكان مسرعة مع صديقتيها.

أما رفيق، فبقي هناك متعجبا منها ومن تلاوتها، غير مدرك لسبب تعلقه الشديد بصوتها.

عادت زهرة إلى منزلها مساءً، لم تجد أمها هناك إذ كانت في مصلى البنات تدرس أحكام القرآن.

دلفت إلى غرفتها وأدت صلاتها، ثم جلست على سريرها وأخذت تتساءل:

"لماذا كان ذلك الرجل يراقبني؟" 

أما رفيق، فاستلقى على فراشه كالمعتاد، وصوت تلاوتها لا يفارق عقله.

أغمض عينيه، وإذا به يحلم نفس المنام الغريب، لكن هذه المرة رأى وجهها - كان وجه تلك الفتاة المحجبة التي كانت تتلو القرآن اليوم.

استيقظ من نومه مندهشا والعرق يتصبب من جبينه وأنفاسه تتسارع، غير مدرك لما يحدث له.

***

في اليوم التالي، ذهبت زهرة  إلى الجامعة كالمعتاد.

وذهب رفيق أيضا والتقى بليلى، وبينما كانا يتجولان في الرواق، سألته ليلى باستهتار:

"رفيق، ما رأيك لو قصصت شعري وغيرت لونه؟ أكيد سأتغير! أم أتركه طويلا؟ رفيق ... أين ذهب تفكيرك يا نمرود؟" 

خرج رفيق من شروده وحدق في ليلى مستغربا من مظهرها وحالها. فقالت متعجبة:

"ما بك يا رفيق؟ هل هناك مشكلة في وجهي؟ لماذا تنظر لي هكذا؟"

فرد عليها بحدة:

"ألست فتاة؟ لم تتسكعين مع الرجال؟ من الآن فصاعدا ستصاحبين البنات أمثالك، وإلا سأنهي علاقتي بك!"

صدمت ليلى:

"رفيق... لا أصدق... ما الذي تقوله؟"

لكن رفيق غادر المكان فجأة وهو منزعج للغاية.














♡ تذكير: الحمد آلله

الصباح المشرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن