5 / ﻧِـعْـمَـة ( الجزء الثاني) :

188 23 6
                                    

" لا تعتقد انك وحيد؛ الله معك دائمًا "


꧁꧂

في ظلِّ الشمسِ الحارقة، وقفت نعمة أمام بوابة الميتم، تلك البوابة التي طالما عبرتها في طفولتها.

كانت ملامحها تنمُّ عن قلقٍ شديد وتوترٍ واضح، فهي تبحثُ عن أخويها الصغيرين أحمد وإسراء، اللذين اختفيا فجأةً دون أن تترك لهما أثرًا.

دخلت نعمة إلى مكتب المديرة بخطواتٍ متثاقلة، وقبل أن تنطق بكلمة، انهالت عليها المديرة بوابلٍ من الشتائم والإهانات. صرخت المديرة في وجهها:

"كيف أتيتِ الى هنا أيتها البذيئة الحقيرة..."

حاولت نعمة أن تشرح موقفها بهدوء، قائلةً:

"اسمعي... يجب عليكِ مساعدتي... أخواي أحمد وإسراء... أنا لم أجدهما."

وقف رفيق، مندهشًا من الموقف. حاول تهدئة الأمور قائلًا:

"نعم يا آنسة... اسمعيها واهدئي دعنا نتفاهم بهدوء."

لكن المديرة لم تصغِ إليهما، وواصلت توبيخها وإهانتها أمام الجميع. قالت بغضب:

"كيف أهدأ أخبرني... هذه الفتاة قد أخذت أخويها من عندنا وهربت معهما وبقينا نبحث عنهم مطولًا لكن لم نجدهم... حتى نسينا أمرهم كليًا... والآن تأتي لتبحث عنهما هنا بعدما أضاعتهما... حقيرة اغادري... لن نساعدكِ لم يعد لديكِ صلة في هذا المكان."

شعرت نعمة بالغضب يتصاعد داخلها، فصرخت في وجه المديرة:

"حسنًا... حسنًا لا تصرخي في وجهي هكذا... أنا لست خادمة عندكِ... هل فهمتِ... إياكِ ثم إياكِ التحدث معي هكذا."

فردَّت المديرة بتحدٍّ:

"ماذا هل تريدين ضربي مثلًا... هيا افعلي يا جبانة."

هتفت نعمة بغضب:

"نعم سأفعلها..."

تدخَّل رفيق بسرعة قائلًا:

"لحظة لحظة اهدئا... أرجوكما لا تفعلا هذا..."

استمرت المديرة في استفزاز نعمة:

"ومن يكون هذا... هل هذا أحد أصدقائك الذين تصاحبينهم كالعادة..."

فقدت نعمة أعصابها وتقدمت نحو المديرة لتضربها، لكن رفيق منعها في اللحظة الأخيرة وأخرجها من المكتب بسرعة. وقف بجانبها في الخارج يحاول تهدئتها، قائلًا:

"اهدئي... لا تنصتي إليها."

انهمرت الدموع على وجنتي نعمة وهي تقول بألم:

"يا ربي صبرني... يا ربي... ماذا أفعل."

فجأةً، ظهرت فاطمة، إحدى خادمات الميتم، مناديةً نعمة باسمها:

"نعمة... نعمة.."

التفتت نعمة إليها مندهشةً:

"أه... نعم فاطمة."

الصباح المشرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن