الفصل الاول

103 2 0
                                    


الفصل الاول

يقف شامخا يتأمل هذا المنظر بأعين جامده وقلب ملتهب بأمنيه طالما أرادها ولكنها لم تتحقق ولن تتحقق أبدا بعدما قرر العيش وحيدا بدون زواج 

،يتأمل هذا الطفل الجميل ذو الملامح الناعمه يلعب بالكره ويركض كل حين إلي والده ووالدته ويقبلهم ويلهو معهم .

زفر بحنق ودخل من شرفه مكتبه في شركته المرموقه فهي من أكبر الشركات الهندسيه ،دق الباب وقال بصوته الرخيم :"ادخل" ،

دخل خالد صديقه المقرب وحامل اسراره

وقال:"فيه إيه يا عم هتفضل مكشر كده كتير كل أما أدخل عليك ألاقيك كده أنسي بقي وعيش حياتك أنت لسه شباب يا عم أمال لو عندك واحده زي نوال هتعمل ايه .

قال له مراد ضاحكا :"علي فكره نوال تبقي اختي أهدي شويه عشان مخليهاش تطلع عينك"

خالد صائحا :"إيه ياعم بهزر أنت مبتهزرش ولا إيه يلا مش مروح ولا ايه .

قال مراد بألم ":ياريت فعلا عايز اروح ارتاح شويه رجلي تعبتني اوي انت عارف الرجل الصناعي مش بقدر أخلعها قدام أي حد "

نظر له خالد بحزن :"طب يلا يا بني مستني إيه".

مراد":مستني بس أشوف ملفات المهندسين الجداد عايز مهندسين كفء يقدروا علي الحملات الجايه والتصميمات بتاعتها ".

خالد :"ياعم قوم وبكره نشوف الحاجات دي".

مراد :"تمام ".

.........................................................

أدت قيام الليل بخشوع وأعين باكيه تدعو الله أن يقر عينها ويحقق لها ما تتمني وأن ينجيها من هذه الخطبه فهي لم تحب هذا الشاب "باسم"  ولم تستريح لطباعه فهو من بدايه التعارف يريد أن يلمسها ونظراته تربكها كثيرا وحاولت الرفض ولكن والدتها  لم توافق؛  لأن والدها توفي وأمها تريد أن تطمئن عليها فليس لها سند بعد والدها،  ووالدتها مريضه و لأن هذه هي العادات والتقاليد في الصعيد فهم من أصول صعيديه ولكنها تعيش مع والدتها في القاهره.

أنهت صلاتها وخلعت إسدالها وتوجهت للسرير وقالت أذكار النوم وراحت في سبات عميق.

.............................................

في صباح اليوم التالي أخذ مراد يتطلع للملفات الشخصيه للمهندسين الجدد وقد أعجبه الملف الشخصي لبعضهم.

فأتصل بخالد وقال بعمليه:"خالد هبعتلك الملفات دي تجيب المهندسين أصحابها عشان مفيش وقت .

ووقع نظره  علي الصوره الموضوعه أمامه لأمه وأخواته الثلاثة نور ونهي ونوال وهو يتوسطهم.

فقال بصوته الرخيم :"ربنا يقدرني وأفضل سند ليكم أو تفضلوا شايفني سند ".

وغامت عيناه للذكري الاليمه ونظر لساقه المبتور بألم فالسبب في بتر ساقه ليس له ذنب فيه و زوجته السابقه كان قد أحبها كثيرا وخاف علي شعورها ولكنها حرمته من أن يكون لديه أطفال فهي لم تريد أن تكمل حياتها مع شخص عاجز مثله .

فمذ أن حدث له هذا الحادث الأليم وهي تبتعد عنه وتذكره دائما انه أقل منها أو أنها مجبوره عليه لذا فأتخد قراره بطلاقها وعدم الزواج ثانيه وعدم الضعف أمام جنس حواء .

..........................................

تناولت حياه طعام الافطار مع والدتها وهبت سريعا عندما وجدت هاتفها يضئ بمكالمه فردت سريعا فهي تنتظر خبر التعيين. 

قالت باسمه": السلام عليكم ورحمه الله وبركاته".

رد عليها خالد بهدوء:"الانسه حياه معايا ".

ردت ":ايوه مين حضرتك ".

__:حضرتك تم قبولك في الشركه الهندسيه عايزيين حضرتك النهارده الساعه 9في الشركه "

بعدما أنهت حياه المكالمه فرحت كثيرا وحمدت الله كثيرا علي هذا الفضل وأخبرت والدتها

فقالت أمها:"ربنا يوفقك يا بنتي ويجعلك في كل خطوه سلامه" .

ارتدت ملابسها المحتشمه وانطلقت سريعا تدعو الله التوفيق .

....................... 

وقفت تنتظر دورها في المقابله الشخصيه فجميع الفتيات كانوا يلبسون ما يلفت الانظار ونظرت لنفسها وإلي ملابسها المحتشمة بخوف أن يتم رفضها برغم كفاءتها فهي تخرجت من كليه الهندسه بإمتياز غير الكورسات والدورات التدريبيه التي كانت تلتحق بها أثناء الدراسه ،

نادت عليها السكرتيرة :" آنسه حياه اتفضلي" ،

دخلت لخالد وقدمت نفسها وسألها بعض الاسئله وأعجب كثيرا بأخلاقها فهو يعلم مراد يريد دائما الالتزام .

.............................

لو تعلمين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن