الفصل الرابع عشر

28 1 0
                                    

اخذت تلملم نفسها سريعا وحاولت النهوض ولكن قدمها خانتها من شده الالم والبكاء والضرب الذي تعرضت له ولكنها يجب ان توضح لمراد الحقيقه فقامت بوهن ولبست الشال وعدلت من وضع طرحتها بعشوائيه وفتحت الباب ونزلت الدرج وهي ممسكه ببطنها خشيه من فقد صغيرها ،وعند هذه النقطه سالت دموعها بعنف فهذا الصغير سيحكم عليه بالتشتت والفراق وهو ما زال نطفه لا حول له ولا قوه .

فنزلت بإصرار وركبت تاكسي متجهه للفيلا .

وعندما وصلت الفيلا وجدت البوابه مغلقه فقالت للحارس ان يفتح لها الباب فنظر لها بشفقه وهاله منظرها المشعث وعيونها المتورمه وحاله الضعف والوهن التي عليها حياه .

فقال لها :"انا اسف يا ست حياه بس عندي اوامر اني مفتحش الباب "

حياه بصدمه وغضب:"قصدك ايه ايه التخريف ده بقولك افتح الباب .

الحارس:"انا اسف يا ست هانم بس ده اكل عيشي وانتي ميرضيكيش اني اخسر اكل عيشي انا عندي عيال بربيهم .

حياه وقد بدا عليها الغضب من مراد فكيف يفعل بها كل هذا وهو حتي لم يتأكد مما رأه ولم يسألها عن الحقيقه .

واخذت حياه تدق البوابه بعنف وبكل ما بها من قوه وتقول:"افتح يا مراد افتح بقولك افتح ازاي تعمل فيا كده يا مراد حرام عليك انت عارف اني مليش غيرك يا مراااااد،

واخذت تصرخ وتنوح بقسوه حتي خرجت لها الحيه فاتن بكبرياء وابتسامه شامته .

فاتن بقسوه وابتسامه متهكمه روح انت دلوقتي يا عبد الواحد (الحارس).

وعندما ابتعد الحارس اقتربت فاتن من البوابه وقالت لحياه باحتقار:"امشي يا شاطره من هنا ارجعي للزباله اللي انتي جايه منها يلا شوفيلك حد تاني تضحكي عليه انا ابني عمره ما يعيش مع واحده خاينه ،واخذت تضحك عاليا .

حياه بصدمه ودموعها تنهمر:"انا عرفت انك انتي اللي وراء ده كله مازن الكلب قالي انك انتي اللي اديتيله المفتاح ،

مكنتش اتخيل انك بالحقد ده ،لكن ذنبه ايه الطفل او الطفله اللي في بطني مش ده هيكون حفيدك ايه خلاص معندكيش رحمه ولا شفقه للدرجه دي ،

وابنك مراد اللي بتحبيه ازاي تعملي فيه كده ابنك بيحبني وانا بحبه ليه كده ليه واخذت تبكي بضعف وقد خارت قواها .

فاتن بإحتقار :"اثبتي اثبتي يا شاطره ان ده ابن مراد ، وضحكت عاليا :"ده شايفك بعينه وانتي بتخونيه يلا يا بنت .....امشي مش ناقصه قرف وازعاج لو قربتي من الفيلا تاني هطلبلك البوليس واعملك قضيه زنا .

شهقت حياه بعنف :"ايه حراااام حرااام عليكي انا عملتلك ايه لكل ده حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل.

ابتعدت فاتن عنها بنظره شامته ودخلت الفيلا بعدما امرت الحارس بأن يجعلها ترحل .

...............

الحارس :"انا اسف يا ست حياه بس لازم تمشي دلوقتي عشان خاطري .

نظرت له حياه بضعف قائله :"اعتبر ده اخر طلب اطلبه منك ممكن تجيبلي ورقه وقلم .

فذهب سريعا يحضر الورقه والقلم واعطاهم لحياه التي بدأت الكتابه وهي تجهش من البكاء. 

وقد كانت تكتب كل ما حدث لمراد وتوضح له الحقيقه وحقيقه امه .

وبعدما انتهت قالت للحارس:" ارجوك ادي الجواب ده لمراد متنساش .فأومأ لها .

ورحلت حياه وهي تشغر بدوار وخزلان والم لا يحتمل فركبت تاكسي ورحلت وهي لا تعلم ماذا ستفعل بها الايام في المستقبل .

..............

بعد مرور اسبوع كان مراد مازال في غيبوبته فهو لا يريد الواقع ويهرب منه فكم هو قاسي هذا الشعور بالعجز والخيانه من اقرب واحب الناس الي قلبك .

كان يرجوها في منامه ألا ترحل وألا تخون وان تتمسك به فهي كانت الماء والهواء لصحرائه الجراد الخاليه من الحب فهي من أتت وأعطته الامل في الحياة .

في خارج الغرفه 

كان خالد وفاتن واخواته في حزن جلي بسبب ما حدث لمراد فقد كانوا في قلق وخوف عليه بسبب طول فتره الغيبوبه .

خرج الطبيب مسرعا وقال لهم :"الحمد لله فاق "

فهللوا جميعا وفرحوا كثيرا بهذا الخبر السعيد ودخلوا ليطمئنوا عليه .

عند مراد اخذ ينادي عليها بضعف:"حياه حياه ليه ليه.

فقالت فاتن بقسوه :"قوم يا مراد يا حبيبي وشد حيلك كلنا حواليك اهوه مش هنخليك محتاج حاجه ابدا .

خالد ونوال اخذوها بعيدا وقالوا لها انه ليس بحاله تسمح له بهذه الاحاديث.

.......................

لو تعلمين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن