الفصل الرابع

38 2 5
                                    

                          الفصل الرابع

نزل الدرج وتوجه للمائده حيث والدته ونهي ونور ينتظرونه لتناول الافطار 

ابتسم بداخله فرؤيه اخواته أمامه اكتر شئ يسعده.

ولكن نظر لهم عابسا عكس ما يشعر وهو يقترب و يجلس علي رأس المائده قائلا:"نمتوا قبل ما اجي ليه يا نور انتي ونهي بتتهربوا مني علي العموم كده كده هنتكلم أنا مبحبش الحال المايل اللي هيميل أنا هعدله بطريقتي مذاكرتوا أهم حاجه ولو سمعت أنكم خرجتوا من غير أذني تاني هيكون ليا تصرف مش هيعجبكم أبدا".

وارتشف بعض القهوه ونهض قائما وغادر تاركا نهي ونور ينظران لبعضهما البعض بحزن جلي بسبب معامله مراد الجافه معهم فقد أصبح قاسيا كثيرا بعد حادثته الاليمه وترك زوجته له.

فقالت نهي بحزن" :وبعدين في اللي مراد بيعمله ده أنا خلاص اتخنقت مش معقول اللي بيعمله ده ده هو حتي مسألناش إيه اللي حصل خلاكوا تنزلوا فجأه كده هو بيزعق وبس "

نور :"لو يعرف أننا روحنا لطليقته نقولها تبعد عنه وتنساه بقي بدل ما كل شويه تيجي تزن علينا نفاتحه أنه يرجعلها .

والدتهم ردت غاضبه":وانتوا عايزين تقولوله حاجه زي كده ده مش هيجيبها لبر لو سمع الكلام ده ده حتي مبيطقش اسمها قدامه".

ثم شردت قليلا":ربنا يرزقه ببنت الحلال اللي تصونه ان شاء الله ادفعلها اللي هي عايزاه بس تكون دايما تحت رجله وتفهمه أنها بتحبه ومتتخلاش عنه عشان ثقته في نفسه ترجع تاني ويرجع مراد بتاع زمان ".

...............................

جالسا في مكتبه شاردا في حياه ولماذا لم تأتي طوال الاسبوع الماضي حاول كثيرا ألا يسأل عليها ولكن أتخذ قراره بأن يطمئن عليها من دون أن تعرف فأتصل بشؤون العاملين وعرف سبب غيابها  وهو وفاه والدتها فانصدم بشده فهو يعلم أن حياه ليس لها أحد سوي والدتها فكيف ستعيش وحيده بعد الان .

.........................

عند حياه ظلت لا تريد أن تمس الطعام مايقرب من أسبوع وأبدت رغبتها في الذهاب للقاهره فهي لم تألف العيش هنا واخبرت جدتها بذلك. 

في الاسفل

منصور بغضب":هي خلاص عتمشي علي حل شعرها ولا إيه عايزه تروح تجعد لوحدها من غير راجل قوليها مهياش ماشيه من إهنه من غير ما تتجوز ولد النابلسي البارح جم طلبوا يدها وأنا وافجت جوليلها تجهز حالها وهماليني دلوجيت ".

.........................

حياه": إيه اللي بتقولوه ده انتوا اتجننتوا هتجوزوني واحد معرفوش بأماره إيه أنا مش موافقه علي المهزله دي ابدا ".

قالت جدتها بلطف ":يا بنتي وطي صوتك خالك لو دري باللي هتجوليه ده مش هيوحصل خير أبدا يا ضنايي يلا يا بتي استهدي بالله ده عريس ميترفضش وعرفت أنه ساكن في القاهره وناس كباره اوي".

أخذت حياه تصيح بصوت اعلي ": أنا مش هتجوز بالطريقه دي سيبوني أمشي من هنا انا غلطانه إني جيت هنا اصلا.

ولم تكد  تنهي الجمله حتي وجدت من يفتح الباب علي مصرعيه ويضربها كف أوقعها أرضا من شدته.

فانهمرت دموعها وأخذت تنظر له بألم وحزن وقله حيله ،

فقال منصور ":اتحشمي يا حرمه بدل ما اعيد ربايتك من اول وجديد يا بنت المصراويه دخلتك آخر الاسبوع ".

وخرج صافعا الباب خلفه بعنف تاركا حياه منهاره .

...........................

عند مراد أتاه إتصال من البلد من عمه منصور وأخبره أن جده في حاله يرثي لها من المرض فخاف مراد كثيرا وانتفض يجمع اشياؤه ليسافر وأخبر والدته وأخواته فقرروا السفر معه للصعيد ،

بينما والدته ابتسمت في داخلها بسبب تنفيذ مخططها .

..................

وصلوا الصعيد حيث الطبيعه الخلابه والغيطان والهواء النقي أسرع مراد النزول من السياره وأسند والدته ودخلوا جميعا لقصر جده النابلسي .

فالتفت مراد يبحث عن جده ،فوجد أعمامه يهرولون يرحبون به فسألهم عن مكان جده فأخذه منصور لغرفه جده،

دخل مراد خائفا وقد زال عنه وجه القسوه والجمود ":جدي جدي عامل إيه إيه اللي جرالك جبت دكتور ولالا ".

تبسم الجد بوهن قائلا: "بس براحه يا ولدي متخافش "

واخذ يسعل بقوه" : أنا منيح يا ولدي "

وبعدما تبادلوا الاحاديث فيما بينهم 

قال مراد :"ألف سلامه عليك أنا هسيبك تستريح شويه ".

رد جده منفعلا بوهن:"لا لاه استني يا ولدي عايز منك طلب وبتمني متصغرنيش فيه ".

مراد:"طلباتك اوامر يا جدي".

...............................

لو تعلمين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن