الفصل الثالث

32 1 0
                                    

الفصل الثالث

دخل الفيلا ليلا بعدما انهك نفسه كثيرا في العمل لعله ينشغل قليلا عن التفكير فيها ،

وجد المكان مظلما فعلم أن كل من بالبيت نائم فتنهد ألما بسبب حزنه الداخلي وبسبب ألم ساقه المبتور.

فأسرع للاعلي لعله يخلع الساق الصناعيه وينعم بالراحه قليلا بعيدا عن عيون البشر التي لا ترحم عجزه ونقصه فوجد صوتا خلفه يناديه

وجدها والدته تنظر له متزمره":كنت فين لحد دلوقتي يا مراد مش معقوله كده كل يوم ترجع متأخر ".

رد عليها بابتسامه باهته ":هكون فين يعني ده شكل واحد ممكن يلعب بديله".

قالت :"مرااد كفايه يا بني كده أنت مش قليل ولا فيك عيب أنت ميت واحده تتمناك، 

رد عليها متهكما:"عشان فلوسي طبعا عشان هتلاقي واحد عاجز تضحك عليه وتآخد فلوسه بعد إذنك يا أمي أنا مش عايز كلام في الموضوع ده تاني هطلع اطمن علي البنات وانام.

شردت امه كثيرا واخذت تفكر في طريقه حتي تجلعه يتزوج وينعم بشبابه .

....................................

صعد مراد الدرج ودخل غرفه نور فوجدها غافيه فشد عليها الغطاء ثم خرج واغلق الباب ببطأ ،وفعل المثل مع اخته نهي .

دخل غرفته بتعب وأخذ يتذكر حياه ثم استغفر ربه وذهب ليتوضئ ويصلي بعدما خرج من الحمام صلي بخشوع ودعي من الله أن يفرج همه ويلهمه الصبر علي البلاء .

..............................

":ماما ماما قومي يلا حضرت العشا يا ماما"

ودخلت حياه الغرفه علي والدتها قائله :"كل ده يا ماما بنادي عليكي وانتي مش سامعه معقول من أمتي وأنتي بتنامي دلوقتي اصحي يلا يا حبيبتي" ،

وهزت والدتها فوجدت جسدها ثقيل فمسكت يدها وجدتها بارده خاليه من النبض وبشرتها شاحبه ،

فصرحت عاليا ":لاااااااااا ماما قومي يا ماما ماماااااا".

.............................

جاء أهل حياه من الصعيد حتي يأخذوا جثمان منيره والده حياه حتي يتم دفنها في الصعيد ،

كانت حياه رافضه التخلي عن جثمان والدتها فهي تريدها أن تدفن هنا في القاهره؛ حتي تزورها دائما.

لكنهم رفضوا وأصروا أن تعيش حياه معهم فلم يعد لها أحد هنا وهي فتاه فكيف ستعيش بشقتها وحيده هكذا .

ذهبت معهم حياه وقضت ثلاثه أيام في بكاء متواصل علي فقدان آخر سند لها في هذه الحياه .

قالت لها جدتها وهيبه ":كيفك اليوم يا بتي بكفياكي نواح يا ضنايي متعزش علي اللي خلقها تعالي في حضني يا بتي" .

في الاسفل حيث أخوالها يتحدثون قال منصور ":البت دي لازم نجوزها راجل من إهنه في أسرع وقت مينفعش تعيش وسطينا إكده من غير راجل ولا رأيكوا ايه ،

قال ناصر:"بس اللي أعرفه أنها مخطوبه من القاهره ،

منصور حانقا" :لاه مفيش جواز من حد منعرفوش لازم نستفاد من الجوازه دي أنت شايف البت حلوه إزاي.

......... 

أتصلت والده مراد بأعمامه في البلد وطلبت منهم أن يختاروا له فتاه مسكينه ليس لها أهل حتي تصونه ولا تجد ملجأ منه إلا إليه وتكون قنوعه راضيه بالقليل ذات وأن يعطوها ما تريد من اموال حتي تضمن بقائها مع مراد .

فوعدوها بأخبار مبشره قريبا

فقد قال لها عثمان :"فيه بنت مسكينه لسه والدتها متوفيه من أسبوع وملهاش حد غير اخوالها ودول ميهمهمش غير الفلوس هدفعلهم اللي عايزينه ومش هيسألوا عليها تاني واصل"،

فرحت والدته كثيرا وأنهت المكالمه تفكر بشرود كيف ستقنعه بالزواج من هذه الفتاه

………………….

لو تعلمين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن