بينما أنا مستمع لمحادثة بين طرفين، طرح سؤال فكان جواب الشخص الآخر بعقبه دون تردد أو مهلة تفكير، استغربت من سرعة الجواب، و كيف أنه كان باستطاعته في وقت وجيز أن يتخذ جانبا محددا، وقصد إدخالكم في إطار الصورة؛ في حفلة خطوبة وجد العريس فعلا لم يستحبه من عائلة العروس فما كان منه إلا أن انسحب و عائلته معلنا بذلك فسخ الخطوبة قبل عقدها، أما السؤال فيتعلق بانسحاب العريس، هل أنت مع أم ضد هذا الفعل؟ صرت أفكر في جواب للسؤال في حال وجه إلي، لكن بكل بساطة لم أقدر، وجدت أن السؤال يحتاج مهلة للتفكير، و الأخذ بعين الاعتبار العديد من المتداخلات أولها خلفية العائلة، أو بالتحديد المسؤول عن الفعل، تربيته، منطق تفكيره، سبب ذلك الفعل، هل هو تقصير متعمد أم ضعف القدرة المالية أم مجرد اختبار للعريس إن كان في داخله ذرة من طمع أو كبر، و من جهة أخرى هل كان تصرف العريس مبالغا فيه، أم أن ذلك هو الرد المناسب، وجدت نفسي أمام مفارقة لا أستطيع أن أجيب عنها ولو بعد بضع ساعات، بل حتى بعد أيام لازلت أفكر في هذا السؤال، فإن كان تصرفه ينم عن طمع فهذا يعني أن انسحابه كان قرارا خاطئا من طرفه، لكن على الرغْم من هذه الفرضية أبقى أمام احتمالين، هل كان الفعل مقصود أم مفروض، لست على علم بتفاصيل الواقعة لذلك يصعب علي الجواب، فليس كل جواب نتلقاه يوافق بالضرورة فكرنا، فنحن لا نعلم مسببات هذا الجواب بالنسبة للطرف الآخر فما يبدو لك قرارا يسهل اتخاذه، هو حصيلة أفكار، معتقدات و ضغوطات يصعب مقاومتها في بعض الأحيان، فإذا طلب منك أن تصدر حكما في حق شخص ما، تعاطف معه أولا، لأنه مهما بلغت منك سعة الصدر و كنت متفهما لدرجة وضع نفسك مكانه، لن تستوعب ما يكنه من متداخلات دفعته لنهج ذلك السبيل.