تركت ما مضى خلفي و أكملت طريقي إلى حيث لا أدري ، وجوه شاحبة تمر بجانبي ، لا تعلم إن كانت حية أم فقط أجسادها جلية ، شتموني لأني لست مثلهم ، نعتوني بالمجنون و أنني لا أستحق التواجد بينهم ، فصدقا ما قالوا ، أنا أيضا سئمت إحاطتكم بي ، سئمت أقنعتكم و خداعكم ، فأصبحت راحتي في تذكر الماضي و الحنين له ، لكن سرعان ما تصفعني أحداثه ، فما بين الماضي و الحاضر لست بموجود و المستقبل بلد لم أزرها بعد . فأي زمن هو لي أم أنني كمعظم الناس أصبحت لا مبالي ، ساعات تمضي لا أهتم بها و أسابيع تكتمل دون جديد بها ، كتابي أصبح مجرد ورقات منسوخة و كم من ورقة أضعت دون أن أستفيد ولو من جزء صغير منها ، لا أعلم كم سيسع كتابي بعد هذا ، من قال أن هذه مجرد صفحاته الأولى ، أو أنه غدا سيمتلئ عن آخره ، لكن هل ما كتبت سيعجبني ، أم أنني سأخجل من إظهاره للناس ، أولئك الذين يريدون أتفه الأسباب لمحاسبتي ، حتى أصبح مثلهم بوجه شاحب أعيد يومي كل يوم ، أعيش للاهدف وسط دائرة سأجر معي كل من أعرف لها . سحقا لهكذا حياة يكون فيها الانتحار أجمل .