بعد يوم مضجر ، خرجت لأخذ جولة بعد أن احمرت السحب ، عيني تارة للأعلى تبحث عن نجم يهدي سبيلي و تارة للأمام تنظر لعلها تجد ما يثير الإنتباه لكنني لم أجد ما يستحق وقتي ، حتى حين كنت عائدا و علامات الخيبة تعتليني ، أتاني نسيم يحمل معه عطر فنجان قهوة ، فامتزج مع عطره رائحة عشب جديد التشذيب و طِيب ورود حمراء ، استنشقت هذه الرائحة التي تمنيت لو تبقى في داخلي ، أخذت أتبع منبع الرائحة مغلق العينين حتى وصلت للمصدر ، قررت ان اتخذ مكاني دون فتح عيني ، فما كان مني إلا أن لمست فنجان القهوة فأخذت رشفة منه حتى ابتلت شفتاي كرضيع في ايامه الأولى ، احببت رائحته و مذاقه ، أخذت أرتشفه راغبا ألا ينتهي ، حتى نسيت أنني لا أعلم حتى ما يحيط بي ، خفت لوهلة قبل أن أفتح عيني ، رهبة من هذا المكان الجديد و ما قد يخفي في ثناياه، لكن فضولي أرغمني على فتح عيني. وجدتني جالسا على مقعد متأرجح من خشب الصنوبر قرب بحيرة ماءها صاف لدرجة رؤية ما بالقاع، على يميني مجموعة من أشجار الأرز تعتليها عصافير أبو الحناء بتغريدها الشجي ، أخذت أتأمل هذا المكان الذي أنا به و هذا التناغم الجميل المحيط بي ، لا أعلم هل أستمتع بجمال المكان أم براحته ، لكن بين هذا وذاك يقيني التام أني لا أرغب في تركه أبدا.