وحيدا أسير ، مكبلا و يدي خلفي ، حائرا و على عيني غشاء ، أخاف الاصطدام بشئ ما ، هل طريقي على صواب أم تهت السبيل ، أعيش في الظلام محاطا بأصوات لا أعرف أوصافها هل تصادقني أم تنافقني ، و أيادي ترغب في جري نحو سبيل لا أعرف آخره ، فأيهم أتبع ، أم أن جلوسي وحيدا خير لي ، وجدتني ابتعد عن مبادئي ، ليس هذا أنا الذي كنت أعرفه ، فقد أصبحت أتحاشى النظر لنفسي في المرآة ، لأني لا أستطيع الإجابة على كل أسئلة ضميري ، و إن كان لا يزال بداخلي ، حتى من طريقي الذي رسمته ، ممحاة كسلي تخفيه ، فلم يعد منه سوى خطوط رفيعة لا أتجرأ على وضع الثقة بها و اتباعها ، هل لأنني أحب الكمال في الشئ قبل الخوض فيه أم فقط أنني جبان أخاف المخاطرة ، كل ما في الأمر أنني أحتاج مجالسة نفسي و إعادة دراسة وضعي حينها سأعرف إن كانت فقط مرحلة ستمضي لأكسر الأغلال بعدها ثم أنهض ، أم أنني سأعيش بدون كرامة مكبلا حتى ينتهي بي المطاف مسجونا في عالم ألعن نفسي فيه كل يوم .