طابور الانتظار

8 1 0
                                    

بينما أنا أنتظر دوري لقضاء غرض إداري كان بالأحرى جعله إلكترونيا لاختصار وقت الشخص المطالب به، و وقت الموظف الذي سيستقبله، وجدت نفسي وسط طابور الإنتظار الأول للدخول للإدارة، يليه طابور ثاني داخل الإدارة لانتظار الدور أمام المكتب المعني بالأمر.

بينما كنت واقفا في الطابور الأول، أخذت أتأمل من حولي من الناس، و أستمع لمحادثاتهم وجدت العديد من الناس باختلاف أشكالهم وألوانهم، مبادئهم و تقاليدهم،

الإختلاف ليس عيب، و ليس مشكل، الإختلاف ثقافة و غنى معنوي لشعب إن أحسن تدبيره، جعله مصدر رزق و غنى مادي

لكن العيب أن يكون لك منهج لتدبير الإختلاف ورغم ذلك لا تعتبره، عوض أن تحسن الظن بأخيك، تنهال عليه بالشتائم في أول فرصة سانحة، متقينا أنك الذي على صواب،

يقول الإمام جعفر بن محمد :"التمس لأخيك سبعين عذرا فإن لم تصبه، قل لعل له عذرا لا أعرفه". فأنت لم تلتمس له حتى عذرا، ما إن ضاقت عليك الأرض بما رحبت جعلت لسانك سوطا تجلد به ظهر أخيك

حتى لو كان فعلا مخطئا بمقياس المنهج المعتمد، و ليس بمقياسك أنت، لا حق لك في نقده، لأنك كائن به خلل أيضا، لست مكتملا و لن تكون كذلك أبدا

عوض أن تستنزف جهدك ووقتك و أن تتعب صوتك، تأمل نفسك، تأمل ما تقوم به، هل أنا على صواب أم لا، لا تضيع وقتك بنقد الغير، فلا وقت لك أساسا، قد لا يكفيك أنت أيضا حتى تستقيم.

متناثراتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن