الفصل السابع

1.8K 40 9
                                    

(٧)

*

*

ماشاء الله، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله.

*

*

*

توقف للحظات مكانه، يرمق تلك الواقفة بخجل أمامه والتي توترت وارتبكت جداً بسبب طريقة دخوله ، حقيقةً لم يلتفت لخجلها ولا لحُسنها الذي يكاد يذيب ضلوع القلب ، لأن حاسته التي تخبره أن بالأمر مكيدة لم تتركه يتنعم بما يرى ، عندما لم يتزحزح من مكانه ولم تتغير نظراته القوية الحادة تحت تهديد حُسنها قضمت شفتيها بخوف، تحاول إختلاق كذبة محنكة وشديدة التصديق لأن الظاهر بأن هذا الرجل ليس بالليّن السهل والتي تنطلي عليه الحيَل أبداً !

رفعت الطرحة البيضاء التي كانت تخفي ملامح وجهها المذعورة كأرنب يلاحقه ذئب

وأخذت ترفع رأسها وتتأمل وجهه الغاضب بجرأة خالطتها قوة، لتسقط دفاعاتها وتقول الحقيقة وبلا أدنى تردد :"أنا قبل أسابيع حلمت بحلم وكان مضمون الحلم أنني سمعت فيه رجلاً يردد : أنا هِشام زوجكِ، كنت بالحرب وبعد أسابيع آتٍ لكِ و عند مجالسة ابنة عمي فيّاض و اِنتهاء حديثنا اخبرتها بالحلم على أنه حقيقة وهي لم تصدقني وبعد الذي حصل لنا قررت استغلال هذه النقطة لأجل أن نعيش ، ولولا هذا الحلم لكنت مدفونة بقبري هذه اللحظة"

يا الله.. هل صدّق ؟ يارب إجعله يصدق يارب ليكن التصديق دربه يارب لأجله ولأجلي أرجوك!

لانت ملامح وجهه ، يقلب هذا التفسير بخلايا عقله، يحاول إبطاله أو التشكيك به ولكن لا مخرج إن لم يكن هذا التفسير الوحيد والحقيقي فكيف عرفت بوصوله بل بإسمه بحد ذاته؟ أتكون من صاحبة الرُؤى ؟ ترى ماذا سيحصل معها قبل أن يحصل؟ حسناً يمكن هذا ولا تفسير منطقي آخر لذلك اعتقها من فراسة حاستك السادسة والتي ترفض وبقوة هذا التفسير.

وأخيراً دخل وأغلق الباب من خلفه بعدما استمعتا ليالي و والدتها لكل الكلام ولصوته الحاد الذي استدعاهنّ فكادت ليالي أن تتدخل لولا حزم والدتها ، ولحظة إغلاقه للباب تفرقتا بإحباط لقد انتهت متعة استراق السمع!

أما هو .. كان قد رفع نظره اخيراً يلقي نظرات تفحصية لوجهها الذي أوداه للهلاك حرفياً ! نظرة واحدة له كلفته أن ينظر لهذا الوجه متى ما أراد دون أن يُحسب له ذنب في صحيفته، تنهد تنهيدة مرررريرة ولا يعرف سببها فظنت أنه مقهور لزواجه منها فتدثر الوجع في قلبها!

أخذت تفرك يداها بكل قوة وهي من كانت تظن بأن حُسنها سيلفته، أليست من كانت كل القرية تتمارى بجمالها! وكانت الجملة التي تطرب مسامعها بمجالسهم " في منتهى الجمال".

في الحب راءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن