*
*اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله ، ماشاء الله .
*
*
-
" برزخ .. سيكونُ العقابُ وخيمًا، وأنت أعرف العارفين بأوامر القائد جهاد"
نفس حاد غاضب غادر رئتيه، يضغط على العصا التي بيده بقوة:"شواظ، ثلاثة أيام كاملة ويوسف لا نعلم عنه أي خبر، حتى مخبرينا بداخل القصر لم يفهموا وضعه وتريدني أن أهدأ؟ وتريد أن يرتاح لي قلب؟
للجحيم المهمة، والقائد، وكل من معه إن كان سيصيبه شيء، أتفهم؟"
تنهد باضطراب .. عاصي!
دائماً ما يغادره التعقل، وتطيرُ الحكمةَ من رأسهِ، لمجرد مساس يوسف وخزةَ شوك؛ ولكن أيعقل أن يتركه يهدم تعب خمس سنين مَضت؟! فقال بهدوء محاولًا تهدئته: "برزخ، أنت الآن تخالف الأوامر بأسوأ طريقة، وطوفان إن مسّه ضُر لكُنَّا أول العارفين! لا تخف أنت...."
قاطعه بغلاظة قائلاً بحنق: "كله بسببك أنتَ وقائدك، ألا يكفي بقاؤنا ساعة كاملة نسمع صوت صراخ الذين جُلدوا معه؟ وهو حتى صرخاتٍ متوجعة لم يطلقها بسبب هذه المهمة، ألا يكفي هذا كله؟ بالوقت الذي كنا نسمع صوت صراخَ ابنة الوزير، وكلام حفنة الكلاب أتباعه؛ كان يحترقُ وجعًا وقهرًا وهو يسمع أوامر القائد التي تمنعه من تقديم أي مساعدةٍ لها، تخيل أنه يقول له (لا تُقدِم على أي خطوة من الممكن أن تفضحك، أو تكسر طرفًا في مهمتنا، حتى لو كلف الأمر تجاهلك لها) أي عقل وأي قلب يتحمل كل هذا الوجع يا شواظ، أفهمني"
"ولأنه خالف الأوامر فبالتأكيد انكشف وحدث له شيء ما، وهذه نهاية من يتبّع قلبه، ويخالف نطاق تفكيره السويّ، لذلك احفظ ما بقيَ من عقلك وعُد إلى المقر، وابتعِد عن بوابة القصر التي تقف منذ ساعة بجانبها، قبل أن يشعروا بوجودك ويتقصَّوا عنك، فبعد ذلك الله أعلم بعظم العواقب يا برزخ"
تأفف بقهر ليهمس بغيظ :"كلهُ بسببك، تراقبنا بالخطوة الواحدة، حتى كاميرا بوابة الوزير اخترقتها، لقد بدأت تخيفني"
ضحك عمّار، يُرجع ظهره للخلف، يُمدد ساقيه، يستمع لتلك التي قررت أخيرًا أن تنطق بعد سماعها لكل حوارهم الحاد والهادىء: "خَف منه أكثر يا برزخ، هذا المجنون من الممكن أنه يُراقِب حتى دورة مياه الوزير." يكتم تنهيدة، قام يعتدل بجلسته ويقول بتفكير: "ممكن! بعدها نعلم ما السِّر وراء الرشاقة التي يعيش فيها رغم أنه يأكل كل ما يُقدَّم له من أخضر ويابس!"