*
*
ماشاء الله، اللهم بارك
اللهم صلِّ على محمد وآله
*
*
*لم يعودا لأسدام ، والحقيقة أنهما لم يستطيعا العودة
فهناك تقبع آلامهما كوحش، ظنا أنهما إن دخلاها من جديد سيهجم عليهما بأنيابه ، ليموتا من فرط الوجع
هناك ذكرياتهما المُفجعة ، وهما في فترة حرجة
خاصةً بأن المواقف التي عاشاها لم تكن بالسَّهلة!ولكنهما ذهبا لأرماء مع بقية الفريق عندما أنتهت المهمة في صبابة ، وهاهي تقف في منتصف الشقة تنظر للغرف المضيئة جميعها
لقد طلب من هشام أن يستأجر له شقة لها نظام كهربائي مدعوم بالخلايا الشمسية حيث أن لا كهرباء هنا بأرماء..لم ينبس ببنت شفة منذ حريق الوكر ، لم يترك أحد يعالج جراحه وهي مدركة أن كل جلده يئن من شدة الجراح.. تماماً مثلها هي حين تعالجت على يدي سكون .. وهو رفض أن يقترب أحداً منه بصرامة!
ومنذ دخوله لهذه الشقة أضاء كل مكان بها ثم ذهب ليستلقي على السرير الشبه مهترئ ولحسن الحظ ترك باب الغرفة مفتوحاً، لاتعلم أنه بات يخاف من الأبواب المغلقة.
دلفت بخطوات خافتة بيديها حقيبة الإسعافات الأولية التي طلبتها من سكون ، جلست على الأرض بجانبه وأخذت تفتح علبة المطهر وتسكب بعضاً منه على القطن علّ جراح وجهه أن تخف
رفعت كفها وحطت بالقطن على طرف وجهه ، بعدها لا تعلم ماذا حدث.. وما الذي حصل بالضبط
وهي تراه كحيوان مفترس يعلوها ويديه تعتصران عنقها وكأنه يودّ كسره
كيف رفعها عن الأرض وألقاها على السرير وخنقها في لحظة خاطفة؟
لا تعلم حقاً ، جل ما تعلمه أنها إن لم تبتعد ستموت بين يديه لا محالة
أخذت تتخبط تحته وهي تحاول إبعاده ودمعها أخذ مجراه ، تتلوى بوهن وقلب مرعوب من ملامح وجهه الشيطانية حتى صرخت بضعف تسحب يدها وتدفع يديه ببكاء:"عمّار توقف ، عمّار سأموت بين يديك "لحظة واحدة فقط قبل أن يتسلل صوتها لعقله الباطني فانتفض عنها بصدمة من ارتكب جرمًا وهو ينظر لوجهها المحمر من شدة البكاء نظر لعنقها الذي بان عليه آثار إعتداءه الوحشي فأخذ يرتعش، يبتعد عنها قائلاً برعشة:"يا اللهي ما الذي فعلته بكِ،هل آلمتك؟ يالله كنت سأقتلك"
ليعلؤ صوته فجأة بغضب:" لما اقتربتي مني بينما أنا نائم، هل أنتِ حمقاء؟ "
فيمسح على وجهه بعد وهلة وكأنما في داخله عشرات الشخصيات التي لا يفهمها :" أنا اعتذر لك عمّا بدر مني ؛ يا الله ما الذي يحدث معي "
كانت ترى تخبطه بعينين تبكيه ، يا الله فعلاً ما الذي يحصل معه؟ يرتجف كورقة في مهب الريح
يغضب كشيطان ، يزأر كأسد
يرتجف كطائر ، ثم يحنّ كأب !
كل هذا خلال لحظات معدودة !