الفصل الثامن عشر

2K 43 14
                                    


*
*
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
*
*
*

(إنه فخ !)

هذا ما لمع بعقله هذه اللحظة، يراقب بملامح لاتنم عن أي شعور وجه الوزير الواجم وكأنه يدفع ابنته بنفسه إلى الموت.. لم تبد عليه أي ردة فعل بعد الأمر المجنون الذي طرحه الوزير فبقي واقفًا بصمت دون حتى أن يجادل.. رمش الوزير عدة مرات يرفع كفه (هذا أمرٌ منتهي.. ولا نقاش فيه، بعد ساعة سيُعقد النكاح سرًا)

رفع يوسف كفه، يشير بهدوء (ماذا عن رأي الآنسة؟)

لم يكد يكمل تحريك يديه حتى تصلب فك الوزير يشير بغضب (إنه أمر قطعي.. ألا تفهم؟

القرار ساري عليك وعليها ولن أنتظر رفض أيٍ منكما)

زفر بصعوبة يشيح بوجهه ويعاود النظر للشرفة يقول بصوت غائر.. وغامض جدًا: "المصيبة أنني غير راضٍ بهذه الخطوة، مع ذلك قبِلتُها وأمشي في نهجها دون التفكير بعواقبها.. كيف استطاع الماكِر أن يسيطر علي ويجعلني أنفذ كلامه بالحرف الواحد؟"

قالها وهو مدرك بأن شخصًا مثل الأبكم لن يسمعه.. بينما هو مخطىء تمامًا فالواقف خلفه تحفز، يحاول استدراك الخطة وقبل أن يفكر كان قد أغمض عينيه بغضب عندما استوعبوا فجأة من يستمعون له من السماعات وصاحوا بذات اللحظة: "ستتزوج ابنة الوزير؟"

لم يستطع الرد بينما عاصي كان قد مال بصدمة يقول: "الذي سمعناه قبل قليل وفهمناه الآن حقيقة؟ الوزير يعرض ابنته على حارسه الشخصي؟ أي جنون هذا؟ ومن يصدق؟"

قال عمّار يثبت يديه على الطاولة بحرص: "يبدو فعلًا بأنه اختبار جديد من اختبارات الوزير.. انتبه كي لا تورط نفسك يا طوفان"

أما جهاد فكان قد عقد ساعديه إلى صدره وقال بهدوء: "ارفض يا طوفان.. هذا الأمر شخصي وعائد لك ومن حقك الرفض.. لا تترك خبث الوزير ومكره يسيطر على تفكيرك.. أنت أذكى مما نتصور وتعلم عواقب هذا الزواج وهو كشف هويتك لابنة الوزير مهما حاولت اخفاءها.. أنهي الأمر قبل أن يبدأ"

كان أمرًا قطعيًا من جهاد فشتم يوسف نفسه وأنّبها؛ لأنه ارتدى السماعات قبل دخول القصر

لماذا لم يتركها فحسب؟ بدلًا من مواويل النصح والأوامر التي فجّرت طبلة أذنه!

جلس الوزير بتهاوي على الكرسي الخشبي في الشرفة يستعيد الحوار الذي دار فيها قبل ساعات بينه وبين.. حـازم سلـيمان!

أخوه الأكبر!

أثناء احتسائه الشاي رمقه بنظرة ماكرة قبل أن يعيد الكوب إلى الطاولة ويقول بهدوء: "أعلمت سبب موت وزير الدفاع محمود؟"

-"أجل، مثل ماعُرض بالأخبار بعد الانفجار.. مات بسبب جلطة بالقلب، وهذا ما صرّح به مدير أعماله الذي سحب جسده وقت الانفجار"

في الحب راءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن