الفصل التاسع

1.6K 43 1
                                    


*
*
ماشاء الله ، اللهم صلِ على سيدنا محمد وآله الطيبين.
*
*
*

صوت انفجار السيارة المفخخة كان مخيفا، مرعبا، كاتما للأنفاس من شدة دويّه المفجع وما تسبب به من أعاصير ترابية ، توقفت سيارة عاصِي بعد نصف ساعة من الانفجار، يجز على أسنانه بغضب، يلتفت بكل قوة عند مدخل المنطقة ويتجه لموقع الانفجار كما حدّد له عمّار فهتف هِشام بنبرته المبحوحة: "لماذا عدت؟"

التفت له وقال باقتضاب ومزاج غير رائق أبداً : "هذا ليس الوقت المناسب للاطمئنان على زوجتك المصونة، يوسف أولى بذلك والله وحده يعلم أين هو ؟ "

أشار له بغضب على السماعات فعض على شفتيه بحنق من تناسيه لجهاد وصمتا للحظات قبل أن تصل لهِشام رسالة من عمّار (لا تخف كان مشغولا مع قائد الفريق ثلاثة)

تنهد براحة بينما عاصي عندما لمح الراحة تتسلل لوجه هِشام لم يعلق ولم يعتذر فهذا الوقت ليس بوقت اعتذارات وقلبه يكاد يغادر صدره خوفاً على ذلك المجنون .. يقسم إن لم يمت شهيداً على أرض هذا الوطن فسيموت رعباً على ذاك المتهور الذي لا يحسب حساب خطواته أبداً .

توقف أمام الفرق العسكرية لدولة الديجور وللضُباط العسكريين من دولته وأخذ ينظر لهشام، ليقول بضيق: "ماذا نفعل الآن؟ ما الذي يفعله هؤلاء الكلاب هنا؟"

توقف هشام بجانبه بجبين متغضن بانزعاج، يقول: "من المؤكد أنهم هنا للتغطية على فضيحتهم وفشلهم وسيقولون بالطبع لسنا المتسببين في هذا بل الخونة من بلدكم "

زفر بغضب، يمسح على وجهه، يمشط المكان بنظرات صقرية يبحث عن صاحبه ولكن لا أثر له، توقف أمامهم أحد الجنود لدولة الديجور وقال بغضب: "ماذا تفعلون هنا؟ يمنع تواجدكم بهذا المكان، ابتعدوا بسرعة "

شمله عاصي بنظرة مستخفة والتفت لهشام وقال بسخرية: "لو نفخت على هذا لطار إلى كوكب المريخ ويجرؤ أن يرفع صوته علي"

ابتسم بتهكم، يرمق العسكري الذي تجهم وجهه عندما علم بأنهم يسخرون منه والتقط رشاشه كي يرعبهم لكن تدخل ضابط بدولتهم وقام بتهدئته مما تركه يتوعدهم بنظراته ويبتعد

وقف الضابط وقال بضيق :"تعرفون أن المواطنين ممنوعون من حضور مثل هذه المواقف، لماذا تجلبون المشاكل لأنفسكم؟! "

عاصي والذي لم يكن مرتاح البال قال باقتضاب: "المشاكل يجلبها هذا المحتل الكلب، وشخص مثلك يسمي نفسه ضابط شرطة لا تقدر على ردعه وتأتي لتعطيني المواعظ ؟"

تحفز الضابط بينما هشام همس لعاصي بضيق: "ليس بيده شيء يا عاصي اهدأ هداك الله"

في الحب راءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن