الجزء السادس والعشرون

1.3K 43 17
                                    

*

اللهم صلِّ على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
*
*
بعد ساعات..

مثلما خُطط تمامًا.. وأخيرًا أصبح هو الملك في لوحة الشطرنج، فاز في المعركة وخسر قلبه
فوز بوجع كان لا يوده أبدًا.. التفت لعاصي الذي نزل من على السيارة بعدما أفرغ كل ما في الرشاش على إحدى السيارات فانفجرت بكل من حولها
بعدما بدأت المهمة واستدرجوا جماعة أبي عكاشة الذين وصلهم البلاغ بتواجد قائد القوات في هذه المنطقة مع كل فريقه
ليستدرجوهم للمنطقة الخاصة بالمقاومة وتبدأ الاشتباكات فتنتهي بموت أغلب جماعة أبي عكاشة وبعضهم هربوا ومن بقي كان قد أُسر لدى القوات الخاصة.
ينظر له عاصي متنفسًا بصعوبة وبرغم البرد القارص كانت زخات العرق تطفو على وجهه: "لماذا استدعيتني لهذه المهمة وهي خاصة بكم؟ هل تعلم ماذا كلفني الأمر؟"

عزّت على هشام نفسه أن يقول (احتجتك) كانت كلمة بسيطة دائمًا يقولها ليوسف دون حرج لكن عاصي قرأها بعينيه فابتسم يربت على كتفه قائلًا بمحبة: "فداك روحي يا سرمد، لكن من هذا الذي نتجه إليه وكنت ستموت لكي تقبض عليه بنفسك؟"
ينظر له بحسرة للحظات ثم يصمت وهو يتجه لأبي عكاشة يلتفت بسبب توقف خطوات عاصي ووجهه الشاحب بذهول ينظر لذلك الرجل الخالي جسده من يديه، يهم بقول شيء ما لكن عاصي يقاطعه برعب ظاهر: "هل يبعث الموتى الآن يا سرمد؟"
ينظر له بجبين متغضن ليمسك عاصي رأسه بصدمة: "هذا قد مات.. هذا الرجل قتلناه بأيدينا.. كيف وصل إلى هنا -يلتفت بعدم تصديق لهشام- كيف وصلت له؟ من يكون؟ أخبرني يا سرمد قبل أن ينفجر رأسي"
ينظر له بوجل للحظات ثم يقول الحقيقة برغم الخزي الذي اعتراه، لتتسع عينا عاصي بشكل ظن أن شهلاءه ستغادر محجريها
فيسمع ضحكة مُرة من هشام: "أصبحت ذا شأن بسيط في نظرك أليس كذلك؟ أنا الذي يمتدحه الجميع، أتعرض لهذا الموقف التافه، وأتعرض للغدر من أقرب شخص لي"
يمسح على وجهه محاولًا تمالك أعصابه ليقول بذهول لم يخفه: "لا تجلد ذاتك.. من يصدق أنها قد تصل لهذه الدرجة يا رجل؟ تزوجتك لكي تكشف خفاياك وتكون عينًا لهذا الرجل في بيتك.. من يصدق أنهم وصلوا لهذه الدرجة من الدناءة يا سرمد!! لا تلم نفسك يا أخي"

ينظر له بحرج مُزج بوجع قاتم خيّم على روحه ليقول عاصي: "وماذا يكون لها هذا الرجل؟ هل تظنه قريبًا لها؟ أنت قلت أنّ أهلها كلهم ماتوا بالقصف يعني..."
ليقاطعه يتجه له قائلًا بتأكيد: "قريبًا لها.. وصلة القرابة سنعرفها منه الآن"
*
صوت صراخ أبي عكاشة العالي يزيد ناره أكثر.. يحرق جوفه أكثر وأكثر يُذكره أي شخص غبي هو،
لتتبدل الصرخات لضحكات مقاومة قائلًا: "لا تتعب نفسك يا هشام عماد.. لن تأخذ مني أية  كلمة تفيدك"
يضغط السكين أكثر على فخذه ليهمس بفحيح: "إذا كنت غنى عن رجلك فمناي أن أقطعها لك لكن ببطء شديد لدرجة أنك لو فقدتها ستشعر وكأنك فقدت روحك من الألم.. تحدث يا لعين يا **، أخبرني هيا قبل أن آخذ روحك"

في الحب راءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن