ماشاء الله، اللهم صلِ على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
*
*
سابقًا ..
تقِف عواصف مع سكُون بابتسامة ثقة تلوح على ثغرها، تدّعي اللامبالاة بالشخص الواقف خلفها
رغم نظراته الثاقبة.. وكأنه متأهب لأي أذى من الممكن أن يحيط بالوزير أو بذويه!
اقترب سلام، يبتسم بتلك الابتسامة المغوية التي لايقصدها بقدر ماهي طبيعية: "مرحبًا.."
كان ينتظر رد سكون للترحيب ولكن أبت أن تلتفت له حتى، يا إلهي كم تبغض كل شخص يحمل هذا العلم ولو ادّعى اللطف، كانت استثناءها الوحيد.. عواصف!
وعندما وقف سلام بجانب عواصف وكأنه ينوي تبادل الأحاديث معهما، أشارت بكل رقي برأسها -لعواصف- وابتعدت عنهم لطاولة أخرى، وهي تدعي فقط أن يمر الاجتماع بأفضل ما يرام، فأغلب نقاطه تصب بصالح بلدها.. حقوقهم أصبحت تُعطى لهم وكأنها -منّة-!!
أي حال موجع أصبحوا عليه! ملعون كل من سلب حق شعبها وبلدها
بلد الإباء.. بلد الـعدل.. بلد قسط الجوى!
حقيقةً لولا عدم معرفتها بأسباب هذا الحفل لما حضرت ولو على قطع رقبتها!
يرنو بنظره لانسحاب تلك الفتاة وكأنها تُقلل من شأنه فصرّح بضيقه: "لماذا انصرفت عندما حضرت؟"
رفعت عواصف حاجبها بسخرية لطريقته بالكلام وقالت بخيلاء أنثوي: "عفوًا! أصبحت تنسى مقامك بكثرة هذه الأيام -وبحروف مشددة- أيها الملازم الأول سلام.. أما بالنسبة لانصرافها بعد اقترابك فهي أسمى من أن تقف مع شخصٍ يشبهك بنظراته وابتسامته الخبيثة تلك.. وقح!"
قالت آخر كلمة باشمئزاز وهي تلمح نظراته لكل من بالحفل بالرغم أن تلك النظرات باتت طبيعية وغير مقصودة أبدًا فهو اليوم لم ينظر لأي أنثى، لكن ليس بسبب حساسية الموقف! بل لأن شيء بداخله أصبح يضايقه بشدة.. كهذا الموقف تمامًا
كسهم اخترق قلبه وأصابه بشدة بسبب كلماتها
لماذا شعر بهذا الضيق الخانق؟ هي دائمًا تتقصد أذيته لماذا هذه المرة أثّر به بهذا الشكل؟
ألا لين لديها هذه الرائـد!
أما سكون فوقفت بجانب طاولتها وحيدة.. تكذب إن قالت أنها ليست خائفه، تود التصريح بهذا الخوف لكن من يطمئنها؟ ماذا تستفيد بالتصريح بكل عذابها إن لم تجد ضمادًا لها؟هي لم تعتد هذه التجمعات وكثرة الناس حولها ولكنها تقاوم،