الفصل التاسع والثلاثون ( قبل الأخير)

2.5K 51 79
                                    

*

ماشاء الله تبارك الرحمن

اللهم صلِ على محمد وآله.

*

*

قبل ساعات ..

ودعتّ أخيها عاصي الذي تركهما برعاية يوسف

إنما منعهما من دخوله المنزل في غيابه لذلك إنصرف يوسف على مُضض ودخلت هي وسكون براحة للمنزل.

أخذت نفس عميّق تهدأ ثورة روحها ، تخفي رعشة قلبها .. مسحت على وجهها تسترد بضع من طاقتها بعدما إستهلكتها جميعها وهي تهرب مع سكون وسلام في أركان الغابة.

مازالت تتذكر عندما ظنتا أن الوجع سيحل وستُقتلان لا محالة عندما تسلل لسمعهما صوت خطوات المقاومة تقترب والأسلحة تشحذ لتحتضن سلامها لآخر مرة رغبةً بالموت على صدره إن تطلبّ الأمر ، ولكن الصدمة ظهور حازم من العدم وسحبه لهم لمكان آمن تحت شدة وطأة تأنيبه وغضبه الذي فجّره في وجوه الجميع

هَه ويُستغرب من غضب يوسف ! بالطبع ورثه من أباه!

عندما أُعلن النصر وتفجر في الجو الرصاص وخفت حركة المقاومة في الغابة ، تسلل يحمل سلام على ظهره بوجهٍ محتقن غضب ليضعه في السيارة وينطلق معهم إلى هنا ثم يذهب ليأتي بالعدة اللازمة للكشف الصحيح وهنا عالجته سكون.

توقف قبل أن يخرج فهناك في صدره وجع غائر وإختناق لا يعلم له سبباً ليقول لـ عواصف:" لعلَّ إنقاذي له برغم كل شيء كفارة لذنوبي معكِ يا ابنة أخي"

لتبتسم له بقوة برغم هوانها وتقول بثبّات:" لا تملك لدي رصيداً للآثام يا رئيس ، لك عندي رصيد إمتنان فحسب"

يبادلها البسمة ويذهب لمركز الديجور ليرى تبعات الإنتصار بينما هي بقت هنا مع سكون لتراقبا حالة سلام .. وبعد ساعات شعرت بإختناق كاد أن يقصم قلبها لتخرج تسترد أنفاسها .. وعندما عادت إلى لغرفة ..

توقفت أنفاسها وكأنما عاد لها الإختناق

تراه يُجاهد ليقف،يتنفس بصعوبة ويُمسك جرحه الذي شقّ صدره،يتلفت بجنون وكأنما يبَحث عن سر الحياة.. ليراها متخشبة بجانب الباب فيقول بثورة الخوف والذعر عليها:" يا إلهي .. عواصف هل أنتِ بخير ؟"

وفي غمرة آلامه وجنوح الوجع كان همه الوحيد كونها بخير.. لتكون هذه إشارة إلى عقلها أن يبَث الأكسجين بطريقة صحيحة فتركض له بكل ما أوتيت من قوة .. تقف أمامه تنظر له وكأنما تود التأكد أنه حي يرزق لتتقوس شفتيها بطريقة أشعلت ناراً في جوفه ليهمس بضيّق:" لا تزيدي آلامي ، لا تبكي أرجوكِ"

وحسناً لقد انفجرت بالبكاء كطفلةٍ صغيرة فإحتضنها متجاهلاً أنين جراحه بضغطها عليها

لتبتعد حينما تذكرتها تمشطه بعيناها بلهفة ثم تُمسك رأسه بين يديها لتُمطره بالقُبلات في كل إنش به وسط بسماته الهادئة .. ابتعدت تضحك بين البكاء :" انتصرت قـسط الجوى يا سلام "

في الحب راءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن