الفصل الخامس

2.2K 44 5
                                    

 (٥)

 *
ماشاء الله، اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله.
*
  *  

في سيارة الفريـق .

كانوا يتفتتون قهراً والغضب جليٌ على ملامحهم، بينما هو يبتسم ببراءة يشير لـ عاصي بطفولية: " ما ذنبي أنا أخبروني؟ أقول له إني بخير وبصحة جيدة،

أنا واللهِ و بكسر الهاء لا يؤثر فيَّ وجعًا من عدوٍ أو خائن، والبدلة الحامية تصدّت للرصاصة التي بصدري، والثانية خدشت كتفي خدشًا فقط وليس بي أي بأس أبداً"

صغّر عاصي عينيه بقهر ونطق هشام وهو متشبث بباب السيارة من الهلع: "أنت الوحيد الذي تتحكم بهذا الجني، أخبره أن يخفف السرعة ويتعوذ من الشيطان، حتى السفير تركناه وراءنا مع القائد و زمهرير لأجل هذا الخدش"

ضحك يوسف وهو يلمح عمّار الذي هز رأسه بأسى بينما يوسف رمق عاصي قائلًا بخفوت :"توقف توقف"

تجعدت ملامح عاصي بعدم إعجاب وقال بحزم: "أقسم بالله لن تقف عجلة بهذه السيارة إلا أمام أقرب مركز صحي، أتفهما أم لا؟ عساها وخزة إبرة فقط، يكفي أنها آذت يوسف"

تنهدوا بإحباط بينما يوسف ابتسم بضيق، وملامح عاصي المتوجعة برعب كلما تذكر اللحظة التي صُدموا بها بالرصاصات التي أصابت يوسف وسقط من الوجع على الأرض بسبب قوتها؛ كلما تقلص قلبه من شدة الوجع، وبرغم كل المآسي التي مروا بها على مدار السنوات التي أمضوها معاً إلا أن عاصي بكل مرة لا يتقبل فكرة وجع يوسف أبداً..

وفّى بعهده ولم تقف السيارة إلا أمام المركز القريب من الحدود، والذي كان ممتلئًا بجرحى الحرب سواءً من المقاتلين الذين يُخفون هوياتهم أو المواطنين الذين وصل الوجع والأذى لهم.

نزل يوسف يقف أمام السيارة وينظر للمصابين بجراح خطيرة وصوت أنينهم يلهب روحه فغمغم بإحراج: "تريدني أن أدخل لأجل هذا الخدش و هؤلاء الرجال يدخلون بأيدٍ مقطوعة؟"

نظر له بطرف عينه وأقفل الباب بقوة، يسحب المسدس ويدسه بحزامه من الخلف بخفة شديدة: "وتريد أن تُقطع قدمك أيضًا؟ مُرني فقط ماذا تريد؟ أخبرني"

تنهد بإحباط وضم شفتيه للحظات يراقب عمّار وهشام الذين يشيرون له بكل أسى أن (لا أمل) لأن لا عناد يتغلب على عناد عاصي خاصةً لو مسّ الموضوع يوسف، فتوسطت يديه خصره وهو يهتز بطريقة مضحكة جداً ويقف ويتشقلب بكل براعة على يده وسط نظراتهم المصعوقة بحرج بينما هو وقف يتنفس بعمق يخفي ضحكاته القوية هاتفاً: "أرأيت؟ أنا بخير وكل الخير 

ومستعدٌ أن أصبح لك مهرجًا بهلوانيًا وأسير على يدي التي خدشتها الرصاصة أيضًا، لكن أرجوك دعنا نعود لا تفضحني أمام هؤلاء"

في الحب راءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن