الفصل الثالث والعشرون

1.9K 51 14
                                    

ماشاء الله، اللهم صلِّ على محمد وعلى آله.
*
*
أمام -دار الرحمة للأيتام-
تقف السيارة الخاصة بـالأبكم وجسده يستريح بداخله -إن كان يسمى استراحة- يضرب رأسه برتم بطيء على عجلة القيادة يشك أنه سينفجر بدويٍّ عنيف بعد لحظات بسيطة
رأسه سيُشل من شدة التفكير..وحمله يكفيه ولو أنه قبل ساعات تخلى عن بعضه عندما كشف لهم عن معرفته بـ-حازم الغرابي وعواصف الودادي- بعدما وصله من أحد الرجال الذي طلب منه تتبّع عواصف بسرية تامة في ذات الوقت كان قد علم عن خروج جهاد من المقر
والحقيقة تُقال.. لم يكن يتوقع وجود حازم
لكن كما يقولون-عصفوران بحجر واحد-ولكن الحجر كان قلبه..والوجع الغائر بقلبه أكبر دليل أن قلبه ليس بحجر!
تذكر عندما أرسل لمدير الدار أن يطلب حضور سكون كي يستطيع المغادرة معها دون لبس، فالأيام الماضية معها بعد كشفها حقيقة هويته كانت -مسروقة من جهنم- كما وصفها
والآن..مع هذه الأفكار الجديدة يكاد يموت وجعاً
يجمع قطع الأحجية المفقودة بعقله
حازم سليمان..
الوزير عمران..
فقدان الوزير لاثنين من أبنائه بأيامهما الأولى
الشبة الكبير بين -سكون وعواصف-
عينا الوزير عمران التي تشابهت معهما بشكل مخيف
العاطفة بينهما خاصةً التي تتعدى حدود الصداقة، الوزير عمران وتصريحه بأحد المرات بعد حضور عواصف ظاناً منه أنه لا يسمع (بعض الأوقات وبحضور هذا الرائد أشعر أنَّ أحدا يعتصر قلبي بيديه.. وجهها يذكرني عندما نحروا قلبي قبل ستة وعشرين سنة باختطاف ابنتي، وجهها يذكرني بسكون وهذا الشبه يعتصر قلبي أقسم بالله)
وأخيراً.. حازم والده وطريقة تصرفه مع -سكون وعواصف- في آنٍ واحد
ذات الحميمية، ذات القرب، ذات النظرات
وكأنه يحق له لمسهما! عندما كادت تنهار بجانب الباب وأسندها من خصرها بذراعيه دون أن تجفل ودون أن يُظهر أي امتعاض، لقد كان كمن يدوس على أرض تخصه!
تباً لهم..
يكادون أن ينزعوا عقله وجعاً! أتكون عواصف فعلاً أخت سكون؟ وتعرفهما في الديجور قبل سنوات من الآن لم يكن -صدفة- بقدر ما كان -تخطيطا- من شخص لا يجهل علاقتهما؟؟
رباه.. أرجوك
لكن من الثالث.. الطفل الثالث من يكون!
إن كانت عواصف الطفلة.. فأخوهما من يكون
ما دام -حازم- بعقله الماكر ترك كل الأخوة بالقرب فأبداً لن يترك ولد أخيه الصغير بعيدا!
يجب أن يكون ممن حولهم، يجب أن يكون شخصا يعرفه، لكن من من..!
لم يسعفه عقله بالتفكير أكثر.. فقد رفع رأسه
الذي هدأت عواصفه وحل السكون التام على كل أركانه وهو يرى باب الدار يُفتح ويطل وجهها منه قبل أن تراه فيرتسم الجمود على وجهها وتفتحه كاملاً وهي تتجه له.. أول خطوة فقط
قبل أن تتسع عيناه حالكتا السواد بانبهار وهو يرى -أول تساقط للثلج- بحضرة بهاء خطواتها!
إن كان هناك شيء على وجه هذه الأرض قادرا على زلزلة -يوسف الغرابي- فلن يكون سواها!
تهادي خطواتها مع اتساع شهلائها المعذبة وكفها التي ترتفع بطفولية فتستقبل كرات الثلج الصغيرة عليها مع بسمتها البريئة وهطول الثلج حولها
كان يكفيه ليستريح بعد تعب..

في الحب راءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن