الفصل السابع عشر

1.7K 42 15
                                    

(١٧)

*

*

ماشاء الله، اللهم صلِّ على محمد وآله.

*

*

تباً .. لقد أصبحت السرقة عادة لها!

ينعقد الخوف بقلبها بعقدة لا حل لها بسبب تلك العادة.. تخاف أن تتحول لمرض نفسي أو هوس.

تقف بوسط الحي الشرقِي لأسدام.. حي الطبقة المخملية كما يُطلق عليه. تحديداً أمام مركز التسوق الشهير لهذا الحي، تنتظر فريستها لتنقضّ عليها بكل ذكاء وخفة يد!

حسنًا.. تلك العجوز التي يتضح من وجهها خفيف التجاعيد بأنها تنام على سرير من الذهب،

لتكن هي وجهتها القادمة وفعلًا لم تترك للتفكير مجال اقتربت بمهارة تدفع نفسها باتجاه العجوز التي كانت منشغلة بهاتفها الخلوي وبيدها الأخرى تحاول إخراج شيء من حقيبتها. اصطدمت بها بقوة فتساقطت محتويات الحقيبتين على الأرض الملساء وتغضنت ملامح العجوز باستياء وغضب، هتفت بنبرة مهتزة وبوجه رسمت عليه علامات الأسف بإتقان: "أنا آسفة أرجوكِ سامحيني"

هزت رأسها بترفّع تنتظر منها تجميع أغراضها التي أسقطتها، فانتهزت سماهر الفرصة وأخذت ما قامت عليه المسرحية من أجله وأعادت الحقيبة لها ببسمة خلابَة تدّعي البراءة.. ضحكت بخفة وهي تمسح زخات عرق وهمية عن جبينها: "كانت مهمة شاقة فعلاً"

وأخذت تدور بالمركز التجاري بعينان تشعان قلوبًا فكل مابه من ملابس وكماليات يخلب اللُب.. إنها تقريبًا عروس.. أليست كذلك وقد عُقد نكاحها قبل خمسة عشر يومًا؟ صحيح بأنها عروس لرجل لا تودّه وفرض نفسه عليها بل ويضع نفسه في موضع العريس الثقيل فلم يتصل بها منذ أن أتى وعُقد النكاح مع أحد أصحابه، بل لم يأتِ أبدًا مرة أخرى واكتفى بتحديد الزواج الذي بقي له أسبوعان فقط.. وبالتواصل مع والدها للإجراءات والتفاصيل أما هي؟ فلوحٌ خشبي!

أخذت نفسًا بصعوبة تقول بحنق: "اخرجي من هذا المكان يا سماهر، وإلا كل الذي حزتِ عليه اليوم ستصرفيه على شئ تافه جدًا.. كالفستان الأزرق مثلًا؟! أو الكعب الأسود، يا الله من شدة حلاوته أشعر أنه يلمع في الليل! أو ممكن عقد من الفضة"

شتتت الأفكار بهلع من رأسها فسبب السرقة أكبر من هذه التوافه، أخذت تجرّ أقدامها جرًا لتخرج من هذا المكان الذي لايناسب إمكانياتها الحياتية أبدًا، أما العملية!! فهو أفضل مكان لصيد الأثرياء..

خاصةً ذاك الذي يقف بعنهجية على زجاج المركز من الخارج وبيده حقيبة رجال الأعمال.. ههَ أبقي في هذا البلد رجال أعمال؟ حسنًا إن وُجدت مثل هذه المراكز التجارية الفخمة فلابد من وجود رُواد لها!

لم تكد تلتفت له ليكون فريستها الأخرى حتى لمحت رجل آخر يقف عند المحاسبة مع سيدة أنيقة يبدو بأنها زوجته بل مدللته فهيئتها تبدو كذلك حقيقةً.. اتجهت لهم على عجل بوجه يخفي توترها وضيقها بكل مرة تقدم على هذه الفعلة ووقفت خلفها تمامًا.. قريبًا من الرجل الذي محفظته في جيبه الخلفي تغريها لسحبها..

في الحب راءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن