الفصل الواحد والعشرون

218 27 4
                                    


خرجت من المنزل وهي تتلفت خلفها بشكل مثير للريبه بعدما اقنعت والدتها انها ستذهب إلي الخياطه، وللحق كان من الصعب اقناع ساره أن تتركها تذهب وحدها ولكن اخبرتها بضروره أن تذاكر للامتحان الخاص بماده الغد وعندما تعود تساعدها في الاستذكار، وبالفعل اتجهت شيماء إلي الخياطه بعدما اخبرتها انها ستعود لها بعد قليل من الوقت، خرجت شيماء وهى تمسك الهاتف ثم وضعته علي اذنها تنتظر أجابه من تدق عليه، جائها صوته الملهوف وهو يردف
" شمسي عامله ايه وحشتيني اوي "

" أنت وصلت ولا لسه؟ "

جائها رده بشوق واضح بصوته وهو يردف
" أنا هنا بقالي نص ساعه مستنيكي انتي فين "

"أنا قربت أوصل ثواني واكون عندك"

بعد قليل من الوقت وصلت للمكان الذي اتفقا عليه، رفعت يدها تلوح له، وقعت عينه عليها وهو يقترب منها بحب ثم رفع الكيس البلاستيكي الذي بيده وهو يردف

" من امبارح وأنا بفكر اجيبلك هديه ايه؟، بحثت كتير في البروفيل بتاعك وحسيت أن ده أحسن أختيار "

نظرت لما بيده باستغراب وهى تلتقطه منه ثم فتحته وقد نمت علي وجهها بسمه رقيقه وهى تردف بحب

"تسلملي يا إسلام أنا بحب الروايات قوي، تعرف كل ما بطلب من ماما تجيب روايات بتقولي سيبي الفلوس الدروس أولي بيها"

"البرنسيسه تطلب بس اي حاجه وأنا في الخدمه"

ابتسمت بخجل وهي تنظر له وقد خيم الصمت علي المكان ثم اردفت بجديه لم يعهدها
"أنت ناوي علي ايه؟"

" في ايه؟ "

وقعت انظاره علي وجهها المحبب لقلبه وهو يجيبها باستغراب، اكملت حديثها بجدية أكبر وهى تردف

" في موضوعنا، أنت بتحبني ولا لا، بتضحك عليا ولا جد في كلامك، أنا لازم اكون عارفه رأسي من رجلي ولا أنت شايف ايه "

مشط شعره بيده وهو يردف بضيق وصدق ظاهر
" أنا والله العظيم بحبك وانتي عارفه ده كويس "

باغتته بسوال وهى تردف بسخريه
" بتحبني ولا بتحب ساره "

نظر لها بحزن لما تلمح له
" انتوا الاتنين انتي عارفة كويس صدق مشاعري، انا عارف أن ده غريب بس انا فعلاً حبتكم، شيماء ارجوكي بلاش تساهمي في خسارتك لأني مش هقدر اخسرك أنتي كمان "

" أنا مش عايزه اخسرك بس مش عاوزه اخسر نفسي كمان يا إسلام، ساره لما حست انها بتخون ثقة أدهم اعتبرت إنك صفحة وتقطعت من حياتها، وانا كمان مش عايزه اخون ثقه ادهم وماما، لو بتحبني ولو عايزني بجد خد قرارك وتعالي اتقدم وانا اوعدك هكون جنبك ومش هسيبك بس لازم تفهم إني عايزه قلبك ليا بس ومش هقبل أن سارة او غيرها تشاركني فيك "

اردفت بحديثها دفعة واحده ثم ابتعدت عنه وهي تختفي من امام عينه، وقف مكانه لايستطيع الحركه مهزوم ضائع يشعر بعجز هو لا يفهم ما يحدث معه شيماء وساره ايضاً اول من شعر قلبةالمسكين بالحب تجاههم، ايعقل أن الجميع علي حق وهو الوحيد المخطئ، اخيه أخبره انه من المستحيل أن يحب اثنان في وقت واحد حتي والدته وندي وساره ايضاً، رفع عيناه للسماء وهو يتذكر حديث والدته عندما كان صغير حين اخبرته أن ضاقت به الدنيا وشعر بحزن يعتلي قلبه فلينظر الي السماء ويدعي الي الخالق هو الوحيد الذي سيفهم همه وقادر علي تغيير اقدارنا

تعساء لكن أوفياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن