الفصل الثالث و العشرون

8 2 0
                                    

منظر السماء الصابح قد يملأ شخصاً بالطمأنينة المحطة ، هذه العصافير الذي يطيرون فاردين الجناح و هذه الشمس التي لا تجرؤ غيمة ان تستر الحياه التي تعطيها ،
و هذا ورد الربيع هنا و هناك..يملأ بالحب و العطف هذا المنظر ،
لكن هذا لم يكن بتفكير جيسيكا السرحة ،
لم تكن تفكر بأعجوبة المنظر بالبتة ، كانت تفكر عن كيف هذا المنظر العليل سيتم بهوه و كفونه ..
عَم تفكيرها الخوف و الفزع ، الحرب بالفعل ستنشعل عاجلاً ام اجلاً ، تحلوا به او لا .
مهما ما علت الأجراس الحافلة بالروح الجياشة ، لم تعطي جيسيكا اهمية .
شعرها كان يطفوا مع رياح التفكير و عيناها تستريح على السماء ،
للكون عجائبة .. لكنها ليست بمزاجٍ ناصف لتفكر به ..
كانت كثيرة السرحان بالقصر ، رغم تقارب عمرها بعمر الكثير من الجناح النايتستي ،
لكنها لم تكن - مثل ثيودور - تميل الى سياسة عظمى مثلما تخيلوا  ، لم تكن كثيرة المشاكل و صوتها المليئ بالشروق يندفع بأبواب القصر  ، لكن لهذه المحبة و الحماس و النشاط ان تطفئ و تكفن كا الشمعة بعد هذه المقابلة ،
في كنف عيناها قد جلس شخصٌ ما على كرسي قريب منها لكنه لم يطلب إهتمامها بالبتة ؛ فقد اكملت السرحان دون ان يقاطعها ،
لكن بعد لحظات قد لاحظت جيسيكا المجسم و قفزت من وقفتها مهزوزة بالفزع .. لكن قد رق قلبها عندما رأت وجه مألوف ،
تنهدت براحة و جلست امامه تعاتبه

- اوليفر ! أخفتني بحق !

اطلق اوليفر ضحكة بسيطة و جياشة المشاعر قافلاً كتاب يبدو إنه قد تعمق في قرأته

- اسف جيس ، قد لاحظتك سرحة و فكرت لنفسي لما لا نشارك لحظة الصمت هذه ؟

- بالفعل؟ اعتذر إذاً

- لا لا عليكي..إنني أحب الصمت في لحظات صافية السكوت كهذه 

- اه .. كيف يومك؟

- بسيط ، لم يحتفل اي شئ اليوم لأتعمق بشأنه

- بسيط..

حث اوليفر رأسه مؤكداً ما قاله من كلام ، لقد كان في لسانه الكثير من الكلام ليحكيه و يفسره و يرويه ،
لكنه فقط تشجع ليتفوه فقط كلمات بسيطة

- كيف يومك انتِ ؟

- أخذت ٥ دقائق لتقرر ما تقوله من كلام؟

اطلقت جيسيكا ضحكة ساخرة و حنونة الطابع في كلامها و أكملت

- يومي هو ما جعلني اسرح و افكر طيلة الليالي - لو هناك ليل - و طيلة الايام و الساعات

- مما تفكرين ؟

- كل شئ ، عن مستقبلي و ماضيي ، انني اخاف من مستقبلي اوليفر ! اخاف اشد الخوف

- لما المستقبل قد يفزعك و يوجسك؟

- لا شئ..فهو مثل الموت  ، تعرف بوجوده لكنه يوجلك عند مجيئه

- لم اعرف إن ' ساينترالا فانتس جوزيفين ' قد تكون فيلسوفة  لهذه الدرجة ، لم اعرفك !

أريث الشموع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن