اللون الحنطي ،العيون اللَوزية السوداء الكَحيلة المُتعَبة، الأهداب المتفانية في الطول، الحواجب الغزيرة، ارنبة الانف الصغيرة المُحدبة ، الشفاه الممتلئة المايلة للون النَبِيذي ، الشامات الغائِره تحت خدها اليمين ، وكل الملامح الجميلة دي كانت في جسد ضعيف هزيل صغير الحجم مغطياهو عبائة وطرحة ملفوفة بإحكام ؛ ومعترياهو أحزان كبيرة ورجفة دائمة بس ما عارف سبب الرجفة دي شنو! من برودة الجو؟، او من قوة الإنجذاب الحصل في اللحظة دي؟..
صحي الجمال سَحَار وعمرو ما عرف لون ولا شكل ولا طول او حجم !.. تفاصيل معينة فيها اتشديت ليها وقد يكون ماف زول غيري شايفها او مديها إهتمام وشايفها 'عادية' ، تفاصيل بفتش فيها من زمن طويل وأخيراً لقيتها♡..
قالت لي بي طريقة مهذبة وهادئة لو سمحت ممكن تديني حقن انسولين ومُسَكن؟ ، انتَبهت على نظراتي الأربكتها وخلتها تلعب بي أناملها بي توتر وبتنقل نظرها من مكان للتاني ومتحاشية النظر لي عيوني ، قلت ليها بي نفس الهدوء الخاطبتني بيهو عايزة كم حقنة؟ واي نوع من المسكنات؟ ، مدت لي الروشتة الكان فيها جواب على كل اسئلتي فناولتها أدويتها ، وقلبي! ،
وتمنيت ليهم الشفاء العاجل ، ولي نفسي الثبات وردت علي بي إبتسامة حياء ومشت على عَجل ومعاها اهم مُضْغة في كينونتي..
تميت باقي يومي وأنا في قمة النشاط 'والحُب' لي وقت انتهاء دوامي اللي هو عند الساعة الثالثة عصراً ، كنت مرتاح ومبسوط لأول مرة من قبل ٤ سنين تقريباً ٤ سنين فقدت واتْفَقدت فيها..،دخلت البيت وركبت السلم وأنا بدندن..
*ليه يا حب بدق على بابي؟....*
*حرام يا حب ضيعت شبابي!..*
الحجة سمعتني وبقت تناديني "إياااس ، يا ولد يا إياس!" رجعت ليها وقلت ليها وانا ببوس راسها دُرتي الحنينة ♡، قعدتني جنبها وقالت لي شايفاك الليلة وشيشك منور! ، ضحكت وقلت ليها عشان حَلقت شعري الكتير الغايظك يا أمي!، ابتسمت وقالت لي لا دا نور الحُب ، الحُب أصلو بنور الوش ، وبعدين شايفاك بتغني وبتقول شن كدي شبابي؟! ، شباب شنو يا إياس زول خاشي على منتصف الثلاثينيات يجيب سيرة الشباب في خشمو ما يخجل دا عاد؟، قلت ليها لكن أنا لسه في عيونك إياس حبيبك العمرو ١٠ سنين ولا ما كدا؟ ، عوجت خشمها وقالت لي بعد دا شوف ليك حبيبة انا شبعت فيك بس امسح لي مرهمي الليلة ركبتي دي قامت علي ، قلت ليها أوعى تكوني ركبتي السلم كتير الليلة؟ ، قالت لي أعمل شنو عاد الحبشية طولت ما جات شكلها زاغت وما بقدر أخلي البيت وسخان ، قلت ليها وأنا بشيل كيس أدويتها وبطلع المرهم ح أشوف ليك وحدة تانية قريب إن شاء الله ،
وبقيت بمسح ليها ركبتها قالت لي أنا مبسوطة شديد لأنك الأيام دي بتحاول تتناسى شهد ، اخدت نفس طويل وقلت ليها أنا ما نسيتها ، وزفرت بي بطء ورِضى وقلت ليها أنا متذكرها بس ما متأثر ، متذكرها بس غير مُبالي ، إنسانة كانت في يوم من الأيام خطيبتي وحبيتها في العَلَن ، وإتزوجت غيري 'وخَذلتني' كذلك في العَلَن.. صاح كنت بشتاق ليها ولإهتمامها ولي أيامنا الحلوة ، مشاكلنا ونَكدها ، وصاح كنت بشتاق لي كل لحظة حلوة ومرة قضيتها وأنا جنبها بس ما ينفع نعيدها تاني ، الرجوع مستحيل وأنا خليتها بي قناعة تامة ..