مصطفى مات بي جلطة!، ٣ أيام ما اكل فيها شي وآخر شي دخل جوفو كباية القهوة ديك!، كان بكذب علينا عشان ما نخاف ونفزع عليهو وقال لينا انو هو أكل حتى لمن جيت متأخر وقال لي قرصتني جوعة وطلع مشى يستفرغ كوب القهوة الشربو ما اكل💔،
كان عارف نفسو ميت ومفارق كان بتماطل وبتجرجر بس وما عايز يسافر ويبعد عننا وحتى لمن امي قالت ليهو ما تمشي ونوم معانا ما صدق وقبل طوالي كأنو منتظر الفرصة دي، انا لسه ما مستوعب وفاتو وبتمنى لو أكون في حلم!، منتظر زول يجي يصحيني منو واقوم واول زول القاهو في وشي مصطفى!
طلعنا من المستشفى على البيت بي اسعاف وأبوي جنب جثة مصطفى وبعاين ليهو وببكي بدون صوت ، وصلنا البيت وصراخ أمي وراما من اخر الشارع مسموع ، البيت اتملى في ثواني بالناس والجيران والمعارف، اول ما وصلنا ونزلنا امي بقت تصرخ لمن اغمي عليها وسندوها النسوان ، دخلنا الجنازة للصالون وبدينا الغسل وكفناهو وانا لسه ما طلعت من الصدمة !، قبل ما نغطي وشو ابوي تكل امي وجات ودعتو وهي ما قادرة تصبر وتاني اغمي عليها جنب جنازتو راما جات وباستو في جبينو ودموعها مالية وشها وجابت اولادها يودعو ابوهم لآخر مرو💔
ديمة ودينا كانو ببكو وهم ما عارفين شي غير انو ابوهم ما بصحا!، طلعو برا وتمينا باقي التكفين ولحظة خروج الجنازة والتهليلات واصوات الناس العالية ياداب استوعبت انو انا شايل جنازة اخوي!، انا ماشي ادفن نفسي!، مصطفى كان لي ابو واخو وحبيب وصاحب ذكرياتنا من ما فتحت على الدنيل اتعادت قدامي!، انا اتعلمت المشي معاهو والكلام انا ما ربادتني امي ولا ابوي انا رباني مصطفى رغم عنادنا وشكلنا كأخوان كنا بننسى ونرجع حلوين جدا، اولاد الشارع لمن يدقوني كان بمشي ويدقهم لي لمن مره كسر يد واحد منهم، مصطفى سندي وحبيبي وانا فقدتو!..
ما قدرت اشيل الجنازة وتقلت علي شديد ما قدرت ولا اشيل نفسي فكوركت لي عبد الوهاب الشفتو جاي علينا من بعيد وقلت ليهو ساعدني انا ما قادر!، فهمني واعاني على حملو..، صلاة الجنازة الحضروها عدد كبير من الناس حتى في جزء كبير ما بنعرفهم والتكبيرات والتسليم انا كنت بتذكر خلالهم ذكرياتنا!، حفر قبرو الكان بااارد والارض هشة سهلة وما تعبتنا في الحفر بينو وبين ربو في شنو؟، ما قدرت انزلو في قبرو ولا ادفن فيهو التراب ومشيت بعيد واتلقيت تعازي الرجال وانا ما ماخد ليهم بال ولا عارف اشكالهم لحدي ما خلصو والناس بدت ترجع وعبدالوهاب جراني عشان نرجع بس رفضت وقلت في نفسي مستحيل اخلي اخوي طوالي كدا !💔 وقعدت جنب قبرو ولسه ماف دمعه نزلت مني وعبدالوهاب رشاهو بي موية وقعد جنبي ، لحدي ما الواطة صبحت والشمس اشرقت عبدالوهاب قال لي ارح يا زول قوم!
اصبر يا إياس واقوى عشان امك وابوك وراما والأولاد ادعو ليهو واتصدق على روحو حاليا هو ما عايز منك غير دا والله!، هزيت ليهو راسي ورجعنا وبقيت اتقبل في التعزيات ، ما غمضت لي عين نهائي وما قدرت اصلا مع كميات الناس، ديمة ودينا كانو لاصقين فيني شديد ماشي وجاي وطالع ونازل هم معاي وما راضيين يخلوني ولا يزحو من جنبي وحتى انا كنت محتاج ليهم شديد وبشوف فيهم مصطفى!..