قرابين الحب والغفران
كتابة رؤى صباح مهدي
الفصل الرابع
ارجع ذي الاول علشان نفسك يا مختار
بلاش تفضل حطام انسان
الوجع بيتغذى على اللي باقي من روحه
ارجع وحاول النسيان
واعرف ان رب العباد عن الظلم مش غفلان
بقلم الرائعة Rasha Wahed Hamed
--
ارتاحت مريم تلك الليلة راحة لم تشعر بها منذ ايام. رغم ان سهاد فرشت لها فراشا قطنيا على الارض وأعطتها بعض الأغطية البسيطة ووسادة عادية، مريم ارتاحت كثيرا؛ لشعور الامان الذي لم تشعر به منذ خروجها من بيت عائلتها الى اليوم. كان شعور الامان مفقودا لديها؛ لان الانسان مهما كان قويا تزرع فيه الوحدة شكاً دائم، وخوفاً قاتل، وشعوراً بالاضمحلال. واليوم هي في هذا المنزل الصغير البسيط مع هؤلاء الناس الأغراب عنها، تشعر بأمان اكثر مما كانت تشعره في بيت عائلتها ومن ذلك الشارع القذر الممتلئ بالاوساخ الذي كانت جالسة فيه والجلبة التي تملأه. ما كدر عليها صفو نومها بُعْد الطفل عن احضانها، مع هذا جعلها التعب تنام بسرعه وبعمق رغم امتلاء نومها بالكوابيس والتشنجات.
استيقظت مريم على صوت بكاء مختار الصغير صباحا حيث اخرجته سهاد من الغرفة واخذته ال المطبخ بعد ان استيقظ مبكرا هذا اليوم. نهضت من الفراش ورتبته جيدا ووضعته جانبا، ثم تنفست بخجل وعدلت هندامها ووضعت حجابها، ونظرت في المرآة الموضوعة بجانب الباب لنفسها ثم اخذت نفسا عميقا جدا، وفتحت الباب ببطيء لأنها لم ترد إخافة او إجفال سهاد او زوجها، الذي علمت انه ينام في الغرفة المجاورة. استقبلتها سهاد العابسة بسبب التعب من رعاية الصغير ورعاية مختار فابتسمت رغم ما بها:
-مريم، ارجو ان الصغير لم يزعجك طوال الليل.
انشرحت أسارير مريم فور ان رأت الدبدوب الصغير يحبو بسعادة وركضت اليه لتمسك به وتحتضنه، قالت:
-نمت طوال الليل من شدة التعب واشعر اني ولدت من جديد.
لاحظت سهاد احتضان مريم للصغير فقالت لها:
-انه عفريت انظري اليه يتودد اليك بينما اعاني انا معه اشد العناء
ضحكت مريم وسالت:
-ما اسمه؟
همست سهاد بحيرة:
-حاليا يوجد اعتراض من والده على اسمه. سنغيره باقرب وقت فقط نحصل على المال الكافي لرسوم تغيير الاسم.
تعجبت مريم وشعرت بفضول وهنا
سمعت مريم صوت جامح ينادي:
-سهاااد

أنت تقرأ
قرابين الحب والغفران الجزء الثاني لرواية ثلاثتهم بين حب وجحيم فصحى
Чиклитاستكمالا لحكاية مختار وسرمد وسهاد من تكون المتسولة التي يجدها سرمد في الشارع ويحضرها الى البيت وكيف ستثير غيرة سهاد وكيف سيتعامل سرمد وسهاد مع عودة مختار الى حياتهما من جديد