قرابين الحب والغفران
كتابة رؤى صباح مهدي
الفصل الخامس
-انت تعال الى هنا
ركض سرمد الى المشرف على العمل بعد ان ناداه بغلاظة، ووقف بين يديه ينتظره لينهي المكالمة كي يتحدث معه. قال المشرف بدون النظر لسرمد وغلاظته زادت:
-الست انت من ساعد تلك المتسولة البارحة؟
تلكأ سرمد بالرد:
-مسكينة ضربوها بعض الرجال
قال المشرف:
-الشرطة تبحث عنها اذا كنت تعرف اي معلومات تستطيع مساعدتهم لإيجادها لا تخفيها يا سرمد
طأطأ سرمد رأسه وهمس:
-لماذا تبحث عنها الشرطة هي لم تفعل اي شيء
صرخ فيه المشرف:
-وما ادراك انت ايها الغبي. انها سارقة أطفال.
لم يعرف سرمد ما عساه، يقول لم يرد الدفاع عنها بشكل مبالغ فيه؛ فيشك المشرف بأمره ويعرف انه ساعدها وحينها سيكتشفون مكانها. صمت ليكمل المشرف:
-عد الى عملك ولا تنس، اذا عرفت اي شيء عن المتسولة، الشرطة بانتظار تلك المعلومات
هز سرمد رأسه إيجابا وغادر وعقله مزدحم بالأفكار. أ حقا من يبحث عن مريم الشرطة، ام انه زوجها المنفصلة عنه، كما أشارت هي. حار في أمره فمريم نفسها لم تكن واضحة بالحديث حينما أخبرتهم باقتضاب عن حياتها، ونتيجة لحيرته، ظل واجم يعمل بلا تركيز فأسقط على رجله حجارة كبيرة، صرخ على إثرها صرخة الم مكتومة. امسك بقدمه ثم نادَ برأسه للامام وللخلف، مغلقاً عينيه محاولا ان يخفف من وطأة الالم، بالضغط على القدم. اقترب منه أحد العاملين وسأله:
-هل انت بخير؟
رد سرمد متحاملا على نفسه:
-أرجوك لا تخبر المشرف
سأله العامل:
-كانت صخرة كبيرة هل انت متأكد انها لم تكسر شيئا في قدمك؟
رد سرمد ليطمئن العامل بينما هو يموت من شدة الالم:
-لا شيء صدقني سأعود للعمل فورا
تركه العامل مدركا ان سرمد يتحامل، ولكن ليس بيده شيء؛ فاذا أعلن إصابته سيفقد عمله فلا مكان لمن لا قدرة له على العمل بكفاءة قصوى. تنفس سرمد كثيرا؛ كي يساعد على تخفيف الألم وما كان في صالحه ان موعد المغادرة قريب؛ لذا استجمع قوته وحاول انهاء ذلك اليوم بدون ان يتم خصم اي شيء من المال منه.
أنهي عمله وكان يعرج، لمحه المشرف وناداه فجفل. تحامل على الألم وهو يذهب الى المشرف الذي يتفحصه بنظراته ثم سأله:

أنت تقرأ
قرابين الحب والغفران الجزء الثاني لرواية ثلاثتهم بين حب وجحيم فصحى
Literatura Kobiecaاستكمالا لحكاية مختار وسرمد وسهاد من تكون المتسولة التي يجدها سرمد في الشارع ويحضرها الى البيت وكيف ستثير غيرة سهاد وكيف سيتعامل سرمد وسهاد مع عودة مختار الى حياتهما من جديد