الفصل 27

73 5 0
                                    


قرابين الحب والغفران

كتابة رؤى صباح مهدي

الفصل 27

-عمل رائع

قالها سعيد وعينه تنظر في كل اتجاه بشكل متسلسل الى البناية الكبيرة التي تم الانتهاء من بنائها حديثا. اخذ نفسا عميقا يشم الدهان الحديث ويتبسم فقال له عيدان:

-المستقبل امامنا بالتأكيد

أكد عادل على كلمات عيدان:

-المستقبل والمال والجاه. لن يقدر احد على ايقافنا فقد اصبحنا حزبا مسجلا

قهقه سعيد منتعشا واضاف:

-علينا الان ان نهيأ لإنشاء قناتنا التلفزيونية فلا يمكن لنا الاستمرار بدون الدعاية.

قال عيدان:

-سنفعل كل ما نطمح اليه ولكن بخطوات مدروسة

--

وقفت سهاد تنظر الى العربة المركونة بجانب البيت بعد ان ابعدت عنها الغطاء الحامي لها من التراب والشمس، ووضعت عليها ما يلزم للبيع. كانت تريد ان تفكر في طريقة لسحبها فحاولت بطرق مختلفة، الا ان الامر لا يشابه ابدا خيالها، وبدأ الذباب يقف على الطعام رغم انها وضعت قطع قماش نظيفة عليه لتمنع الاوساخ من السقوط فيه، وعيون الناس ظلت تتفحصها جيئة وذهابا وهي تسحب قليلا فلا شي يتحرك فتعود وتترك الامر وهي تلهث. خنقتها الدمعة وأحست، ليس فقط بالضعف، بل ايضا بالحزن واليأس؛ فكيف بمقدورها الاعتماد على نفسها ومساعدة عائلتها ان كانت بهذا الضعف الجسدي وبتلك الهشاشة العقلية؛ ستهرب من اول مواجهة لها مع الواقع لعدم قدرتها على مواجهته. مسحت جبهتها ونظرت الى السماء حيث بدأت الشمس بإرسال موجات حرارية ستشتد، وان لم تذهب الى السوق الان ربما هي لن تجد حتى مكانا مناسبا لها لإيقاف عربتها. استمرت حالتها تلك لنصف ساعة، شعرت ان رأسها سينفجر بسبب التفكير العقيم؛ فعدم قدرتها على تحريك العربة لن يختفي ببساطة، بل هو امر جوهري. كالطفل الضائع، ظلت واقفة حائرة حزينة تعرف انها لن تقدر على الاستمرار فيما تريد وان بقيت لفترة طويلة فسيزداد عدد الاعين التي تنظر لها باستغراب، حتى ان خيالها هيأ لها ان الناس تضحك عليها وعلى ضعفها، او ربما هي الحقيقة. بعد مدة قررت ان تستسلم وتدخل للبيت وحتى لم تهتم بالطعام والاشياء التي وضعتها في العربة بعد ان كانت في قمة الاثارة والسعادة، أصبحت مهدودة الأكتاف تشعر ان اليأس غلفها تغليفا!

سمعت كريمة صوت الباب يفتح؛ تبسمت فقد تكهنت بما سيحصل لانها تعرف هذه العربات من ايام عمل المرحوم زوجها، وكم هي ثقيلة لاسيما على ابنتها. خرج مختار من الحمام واذا به يصطدم بسهاد التي كانت في قمة التعاسة فقال لها بصوت منزعج:

-اصبحت الان تدخلين وتخرجين بلا اهتمام لرجل البيت.

نظرت اليه بوهن وقالت:

قرابين الحب والغفران الجزء الثاني لرواية ثلاثتهم بين حب وجحيم فصحىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن