الفصل 23

81 5 1
                                        

قرابين الحب والغفران

كتابة رؤى صباح مهدي

الفصل 23

لدقائق لم تتحرك سهاد بل ظلت تنظر الى الغرفة الفارغة بعقل فارغ. لم تصدق ان مريم تركت البيت بينما هم نيام، واحست بخذلان من قبلها بعد ان ساندتها ودافعت عنها. دمعت عينها لا إراديا لمشاعر مختلطة تلبستها، ولرغبه عارمة بعدم تصديق ما رأت للتو. عادت الى المطبخ وأثار الصدمة بادية عليها فقالت لها والدتها بخوف:

-لماذا انت هكذا؟ هل الفتاة بخير؟

رفعت سهاد نظرها وهمست وقوتها تتلاشى:

-لقد غادرت. تركتنا وغادرت

صرخت رنا كأنها انتصرت:

-هربت تقصدين؟

نظرت لها سهاد بعيونها الدامعة وبخذلانها الحزين وردت:

-ان بعض الظن اثم يا اختي لا تتسرعي

قالت لها رنا وكلامها كله نابع من خوفها عليهم:

-لازلت تدافعين عنها؟ لديها معلومات عن خاطفي المسكين زوجك لكنها اثرت الهرب على البوح بها للشرطة

جلست سهاد على احد الكراسي وقوتها خذلتها نظرت بوهن لرنا وردت:

-لا افهم لماذا تركتنا؟ لقد كانت تعتبرنا عائلة ثانية لها. الم تعتقد اني كنت لأساعدها؟ الم تثق بي كفاية لمساعدتها؟

ردت عليها والدتها:

-يا ابنتي انت حتى لا تعرفين كيف تفكر تلك الفتاة او ما تريد. لقد تبرئت منها عائلتها الا تعتقدين انهم فعلوا ذلك لسبب يستوجب؟ قد تكون متورطة بعمل ما وخافت ان تُكشف لذا هربت

نظرت لها سهاد مصدومة وقلبها يخفق. همست:

-عمل مثل ماذا يا امي؟

اجابت كريمة:

-لماذا تشغلين بالك يا ابنتي اليس لديك من المصائب ما يكفيك؟

بكت سهاد وتمتمت:

-اعتقدت اني وهي صديقتين. تقبلت اخفائها الحقيقة، ولكني لن اتقبل ابدا خروجها من البيت بهذا الشكل!

شاهدت كريمة مختار يقف على قدميه مستعينا بالعكازة فتهللت اساريرها وحمدت الله بينما كان يلقي عليها التحية ثم نظر الى سهاد الباكية وتسائل بعين ملؤها القلق:

-لماذا تبكين؟

اجابت رنا:

-مريم هربت

خزر رنا مصدوم وهتف:

-غادرت!

سمع الجميع طرقا على الباب فهمست رنا كأن قنبلة ستنفجر بعد قليل:

-انتظرا حتى يعرف سرمد بالامر!

ذهبت لتفتح الباب لكن الطارق كان مروان وليس سرمد. شعرت رنا بالخجل من نظراته بينما قابل نظرات الخجل منها بابتسامة عريضة وقال لها:

قرابين الحب والغفران الجزء الثاني لرواية ثلاثتهم بين حب وجحيم فصحىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن