الفصل 29

68 7 0
                                    

قرابين الحب والغفران

كتابة رؤى صباح مهدي

الفصل 29

في غضون ايام انتقلت مريم بين البيوت بسرعة هائلة حتى انها تستيقظ منتصف الليل لا تعرف اين هي الا بعد تفكير. عاد بدر الى أمنية فعادل لم يرد لابنه ان يستمر بالتنقل مع خالته كما وعد مريم ان الطفل سيعود لها فور ان تستقر. لم تصدق حجم البيت الذي نقلها له عادل. ظلت مصدومة بشكله قالت لعادل:

-هذا بيتك؟

رد عليها باقتضاب:

-بيتي، وستعيشين فيه وسنتزوج فيه ايضا

ثم استرسل:

-سيحضر غدا بعض العمال؛ للعمل في الطابق الأرضي والباحة. لا تقلقي الطابق العلوي سيكون ممنوعا عليهم انت فقط ابقي في غرفتك في الطابق العلوي وفيها كل ما تحتاجينه.

لم ترد عليه، بل ظلت تطالع البيت الكبير بعين مفتوحة على وسعها.

--

شعرت أمنية بتغير مزاج زوجها. لا تعرف ان كان للامر علاقة بالقبض على مريم ام شيء اخر، ولكن مزاجه المتغير أربكها كثيرا، وعدم أجابته على أسئلتها، اربكتها اكثر؛ فلماذا لا يرد على سؤالها عن حاله؟ لماذا لا يخبرها ماذا يشغله؟ لماذا يبدو مرتبكا كما لم تره من قبل؟!

بدأ قلبها يحدثها ان زوجها يخطط لشي غير متوقع، وان مريم قد أوقعته بشباكها، وسيفعل امرا لن يكون في صالحها. كان عليها الخروج للتبضع ذلك اليوم، أرادت شراء بعض الملابس لها ولبدر، فخرجت وتفكيرها مُستحوذٌ عليه، ثم فكرت بسؤال والدها لكنها تعرف جيدا ان لا فائدة من سؤاله؛ فهو بالتأكيد سيفضل ان يتكتم على ما يقوم به عادل لانه جزء من شروط العمل ان يتكتم الكل على الكل؛ لذا قررت الاتصال بحميد اخ سعيد، في محاولة لسحب بعض الكلام منه، رغم انها لا تعرفه جيدا الا ان هنالك بعض المعرفة بينهما ولاحظت في مناسبات متفرقة انه ينظر لها مطولا لذا قد تستخدم اعجابه بها لصالحها.

كانت لبنى في بيت اختها وتبسمت مرتاحة نسبيا لخروجها، فقد نقلت أمنية توترها للبنى وحينما خرجت شعرت لبنى بالحرية حتى للتحدث مع بدر وملاعبته فتفاجأت بسؤاله الغير متوقع:

-هل ستعيشين معنا الى الابد؟

ردت عليه وهي تمعن النظر فيه:

-هل تريدني ان اذهب؟

توقعت ان الطفل يكرهها وقد تكون بعض الذكريات عالقة في ذاكرته من ايام حياة والدته! رد عليها الطفل:

-انت تلعبين معي اذا ذهبت الى بيتك لن يبقى احد ليلعب معي

نشجت لبنى، تذكرت كل الايام التي كانت تتأمر مع أمنية ضد رشا، وهذا الطفل الان وحيد لا احد يلعب معه وفقد والدته بسببها وبسبب أختها. تمنت ان يكون لديها ولو طفل واحد كهذا الطفل الصغير، ولو ان سعيد لا يمنعها من الإنجاب. انغلقت على نفسها ونهضت من أمام الصغير مكسورة وفي نفس الوقت لا تستطيع الاعتراض على شيء. ناداها الصغير:

قرابين الحب والغفران الجزء الثاني لرواية ثلاثتهم بين حب وجحيم فصحىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن