قرابين الحب والغفران الجزء الثاني لرواية ثلاثتهم بين حب وجحيم فصحى

الفصل 15

قرابين الحب والغفران

كتابة رؤى صباح مهدي

الفصل 15

استيقظت لبنى وهي تشعر بإعياء وإرهاق. زوجها المستلقي بجانبها لاحظ نهوضها السريع وذهابها الى الحمام المتصل بغرفة النوم، وسمعها تتقيأ وشعر بالقلق عليها. نهض قائلا بصوت مرتفع:

-هل انت بخير؟

ردت عليه بصعوبة بينما تغسل فمها:

-اشعر بالتعب لا ادري ماذا جرى لي

ترك مكانه وسار الى الحمام وكانت هي قد خرجت فالتقيا عند الباب ونظر الى حالها ليجد وجهها مصفرا متعبا فزاد قلقه. هتف:

-قد يكون شيئا أكلته الليلة السابقة من هذا المطعم الجديد الذي احضر لنا الطعام

تنفست ممسكة ببطنها وقالت:

-لا ادري

رد عليها وهو يساعدها لتجلس على السرير:

-بدلي ملابسك لاخذك للطبيب

ردت عليه:

-هلا كلمت اختي هي ستأخذني الى الطبيب وانت لديك مشاغل

رد عليها مهتما لامرها:

-لا مشاغل لدي اهم منك يا صغيرتي هيا بدلي ملابسك ولنذهب للطبيب عسى ان يكون هذا المرض لا شيء

نهضت تترنح وشرعت بتبديل ملابسها ليدخل هو الى الحمام وانتهيا في نفس الوقت، ثم ركبت معه في سيارته حيث قال لها:

-سنمر على حميد أولا فقد كلمني قبل قليل يريد ان يطلعني على امر مهم ولكن لا تقلقي لن نتأخر على الطبيب

سألته بإعياء:

-وهل علينا ان نأخذ موعد؟

رد عليها ضاحكا وعينه كعين الصقر على الطريق:

-ليس انا من يأخذ المواعيد يا عزيزتي الا تعرفين من زوجك؟

تبسمت وردت:

-سيد الرجال

أرضى كلامها غروره فتبسم مرتاحا ثم استدار استدارة أخيرة ليقف ويقول للبنى:

-بدلي مكانك ليركب حميد بجانبي وانت اذهبي للخلف

فعلت ما أُمرت به وركب حميد بعد ان سلم على الاثنين ثم بدأ حديثه مع سعيد يخبره بمجريات العمل في الموقع، وسعيد يتبسم ويهمهم دلالة على السمع والرضا عما يجري ثم قال حميد:

-لقد حصلنا على خيط يدلنا على مكان تلك السارقة. رجالي الأغبياء لم يخبروني انها كانت تجلس قرب احد مواقع البناء التي حصلنا على مناقصة بنائها. لقد أخبرنا متسول يجلس في موقع قريب ان شاب بحدود الخامسة والعشرين، طويل، وجهه ضعيف ولديه لحية قد أخذها معه في نفس اليوم الذي حصلنا على الطفل منها.