الفصل 19

66 6 0
                                    

تصويت من فضلكم تقديرا للتعب 

قرابين الحب والغفران

كتابة رؤى صباح مهدي

الفصل 19

لم يصدق مختار ما رأه في الغرفة وليس التنظيف الذي لم يصدقه، بل اغراض سهاد التي انتقلت، وشعر بالغبطة لما رأه وذهب عنه الكثير من ثقل المحادثة مع الطبيب والصراع مع سرمد وغضبه من عودته بدون وصفه للدواء. بعد ربع ساعة دخلت عليه سهاد وقالت له:

-هل تأكل؟

رد عليها مسرورا:

-لست جائع على الاطلاق

ارادت الخروج ليستوقفها:

-هل ستبقى والدتك اليوم؟

ردت عليه:

-لا تقبل البقاء، تريد العودة للحديث مع السمسار وبيع البيت، لماذا لا تأتي وتأكل معنا. حتى ان لم تكن جائع فقط اجلس معنا وتحدث

رد بهدوء غير معتاد منه هذه الايام:

-لقد قلت لسرمد كلام جارح جدا. اعتقد اني فقدت اعصابي عليه بشكل قاس لذلك هو لم يدخل وكان غاضب

تنهدت وقالت:

-لا تقلق؛ سيتفهم

نظر لها بحزن وقال:


اقتربت منه ووضعت يدها على رأسه ومسحت على شعره وقالت:

-ستتحسن الامور ولكن علينا ان نسعى لتحسينها لانها لن تتحسن من تلقاء نفسها. النية يا مختار هي بداية كل شيء!

ابتلع ريقه وقال بصوت مهموم:

-انا خائف. هل تشعرين بالخوف؟

همست وهي تشرق بحزنها:

-كلنا نخاف. انه امر طبيعي

حاوط خصرها بيديه واضعا رأسه على صدرها وقال:

-لم أكن زوجا جيدا ولا اب جيد. انا اعرف هذا ولست بحاجة الى طبيب ليخبرني به يا سهاد

اجابته وهي واقفة بجانبه تحيط رأسه بكفيها:

-الوحيد الذي يخبرك بهذا يا مختار هو انت. نحن والطبيب نريد منك ان تكف عن هذه الافكار.

صمت؛ ظل يستمع الى دقات قلبها المضطربة، ينعم بدفئها الأمومي، ورائحتها التي تعطي تلك الراحة كأنها المنزل، وظل لدقائق على تلك الشاكلة وهي واقفة تشعر انه مرتاح لذا لا تريد تعكير صفو راحته حتى انتبه ورفع رأسه وقال لها:

-سهاد، اريد ان اسير من جديد

تبسمت وقالت له مشجعه:

-ستسير فلا سبب يمنعك. هيا لنجرب الان استند علي

نظر لها بتعب وقال:

-لا يمكن لجسدك تحمل وزني يا سهاد الا ترين كيف اصبحت بسبب الادوية والمرض والجلوس.

قرابين الحب والغفران الجزء الثاني لرواية ثلاثتهم بين حب وجحيم فصحىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن